- تلعب تايوان دورًا محوريًا في صناعة الذكاء الاصطناعي العالمية، بفضل شركة TSMC، أكبر مسبك مستقل لأشباه الموصلات، مما يجعلها عنصرًا لا غنى عنه في تطوير التقنيات.
- تحولت تايوان إلى مركز للابتكار في التكنولوجيا بفضل استثمارات الحكومة والقطاع الخاص، مما يعزز مكانتها كدولة رائدة في الذكاء الاصطناعي.
تبدو قلعة أشباه الموصلات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، جزيرة تايوان قلقة من المستقبل، خاصة في حال وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في الانتخابات التي ستجرى في الخامس من نوفمبر الجاري. ويقول تقرير في صحيفة " ذا هيل" التي تصدر في واشنطن، اليوم السبت، إن تايوان تستعد لنتائج الانتخابات الأميركية وسط قلق بعض المسؤولين بشأن ما قد تعنيه إدارة ترامب الجديدة في حال فوزه في ضوء وجهات النظر الانعزالية للمرشح الجمهوري. ورغم أن تايوان لم تكن قضية رئيسية في السباق الرئاسي، ولكن القلق ناتج من كيفية تعامل المرشح ترامب مع الصين في حال فوزه ودعواته لتايوان دفع تكاليف الحماية التي تقدمها بلاده.
ونقلت "ذا هيل" عن نائب وزير الخارجية التايواني فرانسوا تشيه تشونج وو، في مقابلة: "نحن قلقون للغاية بشأن انتخاب الولايات المتحدة، لأن الولايات المتحدة هي أهم حليف لنا". وقالت إن تايوان "قلقة للغاية" بشأن الانتخابات.
وتنبع أهمية تايوان بأنها عبر تقنيات الشرائح الذكية عالية التقدم باتت قلب صناعة الذكاء الاصطناعي المقدر حجمها بنحو 1.3 ترليون دولار. ووفق بلومبيرغ، يعتقد بعض المستثمرين أن الارتفاع في أسهم صناعة الذكاء الاصطناعي الذي تجاوز 400 مليار دولار هو مجرد البداية، في وقت يشهد العالم إنشاء قاعدة تصنيع في عصر ChatGPT التي تتركز في تايوان. وهذا من شأنه أن يجعل الجزيرة مستفيدًا رئيسيًّا من طفرة الذكاء الاصطناعي، وعاملًا حاسمًا في وتيرتها واتجاهها. وقال شون كينغ، نائب الرئيس الأول في شركة بارك ستراتيجيز والمسؤول السابق في وزارة التجارة الأميركية: "إن تايوان هي في الحقيقة المحرك الذي يقود الذكاء الاصطناعي"، وفق بلومبيرغ.
وتعد البلاد موطنًا لشركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات (TSMC، وهي أكبر مسبك مستقل لأشباه الموصلات في العالم. وتنتج شركة TSMC شرائح متقدمة تعمل على تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، بما في ذلك السيارات والرعاية الصحية والإلكترونيات الاستهلاكية. ثم إن الاعتماد على تايوان في تصنيع أشباه الموصلات عالية الجودة يجعل منها جزيرة لا غنى عنها لمستقبل تطوير الذكاء الاصطناعي.
ووفق خبراء، تحولت تايوان من كونها مركزًا للتصنيع في المقام الأول إلى مركز للابتكار والبحث في مجال التكنولوجيا. وتستثمر الحكومة والقطاع الخاص بكثافة في البحث والتطوير لتعزيز التقدم في الذكاء الاصطناعي والمجالات ذات الصلة. ويشمل ذلك مبادرات لدعم الشركات الناشئة والتعاون مع شركات التكنولوجيا العالمية، وهو ما يعزز قدرة تايوان على الابتكار في تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويقول محللون إن التركيز على تطوير منتجات وحلول جديدة يضع تايوان دولة رائدة في تشكيل المشهد المستقبلي للذكاء الاصطناعي. كما يعد توفر القوى العاملة ذات المهارات العالية عاملاً آخر يساهم في أهمية تايوان في قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث تخرج الجامعات التايوانية عددًا كبيرًا من الطلاب في تخصصات الهندسة وعلوم الكمبيوتر كل عام، مما يضمن إمدادًا ثابتًا من المواهب المجهزة بالمهارات اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي. وتدعم هذه القوى العاملة المتعلمة الشركات المحلية والشركات الدولية التي تتطلع إلى الاستفادة من خبرة تايوان.
ويضاف إلى ذلك الموقع الجغرافي لتايوان الذي يوفر مزايا استراتيجية للشركات العاملة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إذ تقع تايوان بالقرب من الأسواق الرئيسية مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وتعد بمثابة قاعدة مثالية للشركات التي تتطلع إلى توسيع عملياتها عبر مناطق آسيا والمحيط الهادئ. كما تتيح إمكانية الوصول الفعال إلى الأسواق وقنوات التوزيع الضرورية للنشرالسريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي.