بعد خمسة أيام من المحادثات الصعبة التي كشفت عن خلافات جديدة بين الأعضاء الأساسيين، اتفقت أوبك+ على تخفيف طفيف لتخفيضات الإنتاج العام المقبل. يبدو أن الصفقة ترضي سوق النفط ومعظم أعضاء الكارتل، لكنها أدت إلى توتر وحدة المجموعة وأعدت أوقاتاً للاختبار في المستقبل.
إذ توقع العديد من المحللين في أحاديث مع وكالة "بلومبيرغ" المزيد من المشاكل في 2021. وقال إد مورس، الرئيس العالمي لأبحاث السلع في "سيتي غروب" إن "العلاقات السعودية الإماراتية لا تزال تحت المراقبة. من المرجح أن تكون الإمارات أكثر استقلالية وتأثيرا في شؤون المجموعة في المستقبل".
وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، صريحاً في أن الصفقة كانت صعبة المنال. وقال للصحافيين بعد الاجتماع مساء الخميس "إنه أمر متعب للغاية. إذا كنت ترغب في العمل مع 23 دولة، فيجب أن تكون متوافقاً جداً مع فكرة المرونة".
رغم كل حديثه عن الإرهاق، كان الأمير قد وقع للتو على جدول زمني أكثر صعوبة للاجتماعات بين منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، والذي سيحدد مسار أسعار النفط الخام للأشهر المقبلة.
بعد ظهور الانقسام بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لم يتمكن الكارتل من الاتفاق على ما كان متوقعاً على نطاق واسع قبل هذا الأسبوع: تأجيل كامل لمدة ثلاثة أشهر لزيادة الإنتاج المقررة في يناير/ كانون الثاني.
وبدلاً من ذلك، قرر الوزراء إضافة 500 ألف برميل يومياً من الإنتاج إلى السوق الشهر المقبل، ثم عقد اجتماعات شهرية لاتخاذ قرارات بشأن التحركات اللاحقة. وشرحت باولا رودريغيز-ماسيو، كبيرة المحللين في شركة ريستاد إنيرجي، أنه بعد المفاوضات المطولة هذا الأسبوع، "مستويات إنتاج فبراير/ شباط التي لا تزال قيد المناقشة تضع المزيد من عدم اليقين في اجتماعات أوبك+ المقبلة".
الصفقة المعدلة ليست حاسمة كما توقع العديد من مراقبي أوبك، لكنها قد تكون رد فعل منطقي على حالة عدم اليقين الهائلة في أسواق الطاقة. أوبك+ خرجت لتوها من فترة اضطراب تاريخي. لقد أنقذت سوق النفط في وقت سابق من هذا العام من ركود غير مسبوق، وخفضت الإنتاج بمقدار 9.7 ملايين برميل يومياً حيث أدى الوباء إلى سحق الطلب.
أعاد الكارتل مليوني برميل يومياً من هذا الإنتاج إلى السوق في أغسطس/ آب دون حدوث عوائق، وكان من المقرر أن يضيف حجماً مشابهاً الشهر المقبل. ومع ذلك، كان العديد من أعضاء المجموعة قلقين من أن السوق لا تزال هشة للغاية لامتصاص تلك البراميل الإضافية.
من المرجح أن تؤدي زيادة الإنتاج في يناير، وهي ربع ما كان سيحدث بموجب اتفاق أوبك + السابق، إلى إبقاء سوق النفط في حالة عجز طوال الربع الأول، وفقاً لحسابات بلومبيرغ باستخدام بيانات أوبك. فيما قالت أمريتا سين، المؤسسة المشاركة لشركة إنرجي أسبكتس ليمتد، في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ الجمعة: "سيتم امتصاص 500 ألف برميل يومياً في السوق بسهولة شديدة. هذا يضمن حقاً أن السوق لن يكون في حالة فائض في العرض في الربع الأول من 2021".