بعد أسبوعين من الخسائر الضخمة، عوضت مؤشرات الأسهم الأميركية كامل خسائرها التي حدثت منذ انهيار بنك سيليكون فالي، حيث ارتفعت في تعاملات يوم الثلاثاء بدعم من ارتفاع أسهم البنوك، كما كل القطاعات الأخرى، في انتظار قرار مجلس الاحتياطي المصيري، المنتظر صدوره الأربعاء في واشنطن.
وقاد ارتفاعات اليوم سهم بنك فيرست ريببليك المترنح منذ أسبوعين، مرتفعاً بنسبة اقتربت من 30% عند الإغلاق، بعد ارتفاعه بأكثر من 40% في الساعات الأولى من التداول.
وارتفعت أسعار أسهم أغلب البنوك الإقليمية الأخرى، بعد معاناة الأسبوعين الأخيرين، مدعومة بتصريحات نقلتها وسائل الإعلام عن وزيرة الخزانة جانيت يلين، باستعداد الحكومة الأميركية للتدخل لحماية المودعين في بنوك أخرى، إذا اقتضى الأمر.
وخلال تعاملات يوم الثلاثاء، سجل مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعاً بنسبة اقتربت من 1%، وقفز مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 1.30%، بينما تجاوزت مكاسب مؤشر ناسداك نسبة 1.55%، وذلك عشية قرار البنك الفيدرالي، الذي انقسم الخبراء حوله، بين رفع ربع نقطة مئوية، وتثبيت للفائدة.
وفي أوروبا، ارتفعت الأسهم بما يزيد على 1% يوم الثلاثاء، وقادت أسهم البنوك أيضاً الانتعاش، بعد مجموعة من الإجراءات التي اتُّخذت لتحقيق الاستقرار في القطاع، بينما يأمل المستثمرون حصول تحركات أقل حدة من مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في اجتماع الأربعاء.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية بنسبة 1.3%، مواصلاً مكاسبه، بعد أن عوض خسائر تكبدها خلال الدقائق الأولى من يوم الثلاثاء.
وقال كريس بوشامب، كبير محللي السوق في مجموعة آي.جي، لرويترز: "قد يرسل البنك الفيدرالي رسالة مفادها أننا لم ننته بعد (من محاربة التضخم)، لكن ربما لا نحتاج إلى التحرك بذات السرعة".
وتنفست الأسهم المصرفية على مستوى العالم الصعداء يوم الاثنين، بعد استحواذ بنك (يو.بي.إس) المدعوم من الدولة على كريدي سويس، والإجراءات المنسقة من قبل البنوك المركزية لتعزيز السيولة، ما أدى إلى زيادة الآمال في تفادي أزمة مصرفية أوسع في المدى القريب.
وارتفعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، لتسجل عند التسوية ارتفاعاً بأكثر من 2%، وتواصل التعافي من أدنى مستوى لها في 15 شهراً الذي بلغته أمس، إذ أدى إنقاذ بنك كريدي سويس إلى تهدئة المخاوف من حدوث أزمة مصرفية، تلحق الضرر بالنمو الاقتصادي، وتخفض الطلب على الوقود.
وقالت فيونا سينكوتا، كبيرة محللي الأسواق المالية في سيتي إندكس، لرويترز: "هدأت المخاوف من حدوث أزمة مصرفية وركود، ما أدى إلى إشراق آفاق الطلب على النفط على الأقل في الوقت الحالي".
وارتفع خام برنت 1.53 دولار، أو 2.1%، وصولاً إلى 69.33 دولاراً للبرميل، فيما سجل خام غرب تكساس الأميركي زيادة 1.69 دولار، أو 2.5%، وصولاً إلى 69.33 دولاراً.
وقال دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في (بي.أو.كيه فايننشال)، لرويترز: "يبدو أن الإقبال على "المخاطرة" يعود إلى الخام".