واصلت الأسهم الأميركية تراجعها يوم الأربعاء، ليسجل مؤشر داو جونز الصناعي ثالث أيامه على التوالي من الخسائر، بينما أمسى المستثمرون في حالة ترقب لبيانات التضخم المنتظر صدورها يوم الخميس، آملين أن يكون فيها ما ينبئ بتحركات بنك الاحتياط الفيدرالي، خلال الفترة القريبة القادمة.
وبنهاية تعاملات الأربعاء، كان مؤشر داو جونز خاسراً 0.06% من قيمته، وتراجع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 0.17%، بينما كانت الخسارة في مؤشر ناسداك، الأكثر تأثراً بتوقعات سعر الفائدة، أكثر من نصف النقطة المئوية.
ومن المنتظر أن يصدر غدا الخميس مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأميركي لشهر يناير/كانون الثاني، وهو المقياس المفضل لدى البنك الفيدرالي للتضخم، وعامل رئيسي في قرارات سعر الفائدة.
ويوم الأربعاء أيضاً، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية، بعد نشر تقرير يخفض معدل النمو الاقتصادي الذي تم تحقيقه في الربع الرابع من العام الماضي، مقارنة بما تم الإعلان عنه من قبل.
وقال مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة، في تقديره الثاني لنمو الاقتصاد في الربع الأخير من 2023، إن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بمعدل سنوي 3.2%، أي أقل قليلاً من النسبة المعلن عنها سابقًا، والبالغة 3.3%. وكان اقتصاديون استطلعت "رويترز" آراءهم قد توقعوا بقاءه دون تعديل.
وكانت تعاملات الأربعاء إلى حد كبير هادئة، في انتظار صدور بيانات الخميس. وقال جاي هاتفيلد، الرئيس التنفيذي لشركة Infrastructure Capital Advisors لشبكة "سي أن بي سي" الاقتصادية: "من الواضح أن هناك حذرا في التعاملات عشية صدور تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي".
ويأتي التقرير في الوقت الذي تحاول فيه السوق البناء على المكاسب التي دفعت مؤشر داو جونز وإس أند بي 500 إلى تسجيل إغلاقات قياسية، عدة مرات، خلال الفترة القصيرة التي مضت من العام.
ورغم المستويات القياسية المتتالية، واجهت سوق الأسهم الأميركية، هذا الأسبوع، صعوبات، أجبرتها على التراجع، وإن بقدر يسير. وتتجه المؤشرات الرئيسية الثلاثة لتسجيل أسبوعها السلبي الثاني في آخر ثلاثة أسابيع.
وأثار الركود الأخير، خاصة في قطاع التكنولوجيا، تساؤلات حول مدى استمرارية الارتفاع الذي غذته طفرة الذكاء الاصطناعي.
وقال ديفيد باهنسن، كبير مسؤولي الاستثمار في مجموعة "باهنسن"، إن شركة واحدة أو اثنتين فقط شهدت بالفعل زيادة محددة في الإيرادات من الذكاء الاصطناعي.
وأوضح: "إن الضجيج حول الذكاء الاصطناعي ليس مستدامًا لأن الكثير من مكاسب أسهم الشركات التي شوهدت بسبب الذكاء الاصطناعي تتعلق بتسويق الذكاء الاصطناعي، والضجيج المصطنع حول هذه الشركات".
وأضاف: "حيثما كانت هناك حمى الذكاء الاصطناعي، وكان هناك الكثير منها بالفعل، فقد تم تسعيرها بالكمال، وأكثر من المطلوب. إنها نسخة مكررة من عام 1999"، في إشارة إلى الفقاعة التي تكونت وقتها في أسعار شركات التكنولوجيا، وعرفت باسم "فقاعة الإنترنت".