جيّش الغرب إعلامه وحكوماته مهاجما بشراسة المقاومة الفلسطينية عندما أسرت مستوطنا مسلحا أو مجندة في جيش الاحتلال أو حتى قائدا عسكريا في فرقة غزة أو لواء غولاني.
ولم يتحرك هذا العالم المنافق قيد أنملة لوقف هجوم إسرائيل الإجرامي وما أسفر عنه من استشهاد ما يزيد عن 10 آلاف فلسطيني منهم آلاف الأطفال والنساء.
ولم يعترض على قصف المشافي والمدارس وموت الأطفال الرضع تحت الأنقاض أو بسبب نقص الألبان، ومصرع كبار السن والمرضى بسبب نقص الغذاء ونفاد الأدوية المخصصة لمكافحة الأمراض المزمنة والخطرة مثل السرطان والفشل الكلوي والسكري.
لم يحرك هذا العالم المنافق ساكنا هو الذي يدعي الإنسانية أو حتى يذرف ولو دمعة مع انتشار الجوع والعطش داخل غزة
كما لم يحرك هذا العالم المنافق ساكنا هو الذي يدعي الإنسانية أو حتى يذرف ولو دمعة مع انتشار الجوع والعطش داخل غزة، ولجوء بعض أهالي القطاع لشرب المياه المالحة من البحر المتوسط، واختفاء المواد الأساسية بما فيها الوقود والمياه والأغذية.
أما بالنسبة لتواطؤ العرب ومشاركتهم بشكل مباشر في قتل أهالي غزة وخنق قوافل الاغاثة، وقبلها حصارهم لسنوات فحدث ولا حرج. فالتاريخ سيذكر الكثير.
قبل 7 أكتوبر، كان يدخل إلى غزة وعبر المعابر سواء معبر رفح أو المعابر الإسرائيلية نحو 550 حمولة شاحنة يومياً، وبما يعادل 16.5 ألف شاحنة شهريا، من البضائع والسلع، تحمل إمدادات للاستخدام التجاري من الوقود والأغذية واحتياجات منظمات الإغاثة الإنسانية المسؤولة عن توفير الطعام لعشرات الآلاف من أهالي القطاع.
لكن وعلى مدى أكثر من شهر ومنذ اندلاع الحرب لم يصل إلى القطاع سوى قطرة في محيط الاحتياجات العاجلة، وشيء من النذر القليل من الشاحنات التي تكفي بالكاد تغطية الجزء البسيط من احتياجات الأهالي وسط حصار خانق سواء من قبل الاحتلال الإسرائيلي أو من خلال معبر رفح الحدودي.
ووفقا للأرقام فإنه طوال شهر كامل لم تدخل القطاع سوى 650 شاحنة، أي بتراجع 16 ألف شاحنة، محملة بنحو 8 آلاف طن من المساعدات الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية، وهي كميات تعادل احتياجات 1.5 يوم من المعيشة الاعتيادية لسكان القطاع.
وسط هذا الحصار الخانق على أهالي القطاع يجد الأهالي صعوبة في الحصول على رغيف الخبز والسلع الغذائية
وسط هذا الحصار الخانق على أهالي القطاع يجد الأهالي صعوبة في الحصول على رغيف الخبز والسلع الغذائية، ووفق منظمات اغاثية فإن "الحصول على نقطة ماء نظيفة للشرب أو رغيف خبز في غزة يتطلب رحلة محفوفة بالمخاطر وتستمر لساعات".
وقبل أيام توقف عمل جميع المخابز في غزة بسبب قيام الطائرات الإسرائيلية باستهدافها بشكل مباشر وعدم توفر الوقود والدقيق، ما يهدد بالتسبب بكارثة خطيرة واتساع رقعة الجوع. أما مركبات نقل المياه فباتت تعجز عن الوصول إلى منازل الأهالي مع نفاد كميات الوقود المتوفرة لديها.
ببساطة بات الوضع في غزة يقترب من نقطة الانهيار بسبب نفاد الوقود وحظر إدخاله القطاع بشكل تام كما أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ومع تلك المعاناة في الحصول على أبسط مقومات المعيشة من خبز وغيره، والقصف المتواصل نزح نصف سكان قطاع غزة للجنوب في ظل غياب المقومات الأساسية للحياة والتهديد الجدي بخطر المجاعة والعطش.
العالم المنافق يقف متفرجاً على جريمة أخلاقية كبرى يمارسها الاحتلال على مرأى ومسمع من الجميع، ويشاهد أسوأ مأساة إنسانية عرفها التاريخ الحديث، في الوقت الذي ملأ الدنيا صراخا وبكاء عندما غزت روسيا أوكرانيا في فبراير 2022.