سجلت أسعار "الكنافة" في مصر ارتفاعات غير مسبوقة، بعدما كانت تُعد سابقا وجبة الفقراء المفضلة من الحلويات، إذ بلغ سعر الكيلوغرام منها 25 جنيهًا مقابل 15 جنيهًا في رمضان الماضي، بنسبة زيادة 67%، على أن يصل الكيلوغرام بعد التجهيز، من سكر وسمن ومكسرات الفقراء (جوز هند وزبيب وسوداني وخلافه)، إلى 60 جنيها (أكثر من 3 دولارت).
ويرجع أشرف عليوة، وهو صاحب متجر لصناعة وتجارة الكنافة، الأسباب إلى ارتفاع سعر طن الدقيق من 5800 جنيه إلى 11 ألف جنيه، ويومية العامل من 250 جنيهًا إلى 400 جنيه (12 ألف جنيه شهريًا)، إضافة لارتفاع سعر أسطوانة الغاز الكبيرة الذي وصل إلى 190 جنيهًا.
وأشار عليوة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن ارتفاع الأسعار بشكل عام أدى إلى تراجع مشتريات المستهلكين من الكنافة بمعدل 50%، من منطلق أنها ليست من أولويات السلع الغذائية الرئيسية، لافتًا إلى أن الموسم هذا العام لم يستمر سوى أول 4 أيام من رمضان، بعد أن كان يمتد في سنوات سابقة إلى يوم 25 رمضان، مع ذروة موسم صناعة كعك العيد. (الدولار = 18.3368 جنيهًا).
وأضاف: "فكرت في تأجيل صناعة الكنافة هذا الموسم، ولكن وجدت أن ذلك سوف يؤثر على اسم المتجر (السمعة) في السوق، والذي نوجد فيه أبًا عن جد منذ أكثر من 70 عامًا، فقررت الاستمرار والبيع بأقل الأسعار (20 جنيهًا للكيلوغرام) بغض النظر عن المكسب والخسارة".
ويعزو إسلام صبحي، وهو صاحب متجر لصناعة وبيع "المعجنات"، ارتفاع الأسعار إلى زيادة تكاليف الإنتاج، إذ ارتفع سعر عبوة الدقيق (50 كيلوغراما) من 300 جنيه إلى أكثر من 500 جنيه هذا الموسم، إضافة لأجرة "الصنايعي" الشهرية، والتي تصل إلى 9 آلاف جنيه، وارتفاع سعر أسطوانة الغاز إلى 190 جنيهًا، والتي من الممكن استهلاكها يوميًا عندما تكون هناك حركة في البيع.
وأكد صبحي تراجع حركة مبيعاته بمعدل وصل إلى 70%، نتيجة وصول سعر الكيلوغرام إلى 25 جنيهًا، بالتزامن مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية الأخرى.
وأظهرت البيانات الرسمية أن الحكومة تستورد حوالي 60% من احتياجاتها الغذائية، والتي تقدر قيمتها بحوالى 15 مليار دولار، منها 1.6 مليار دولار للزيوت، ولحوم حمراء مجمدة وحية بنحو 1.8 مليار دولار، وأقماح 2.5 مليار دولار، وفول صويا 1.5 مليار دولار، وذرة بحوالى مليارَي دولار خلال 2020.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
