نشر جهاز مشروعات أراضي القوات المسلحة (الجيش) في مصر، اليوم الإثنين، إعلاناً في عدد من الصحف الحكومية عن طرح قطع أراض مميزة على ضفاف النيل في محافظتي القاهرة والجيزة بنظام حق الانتفاع السنوي، وإقامة مزاد علني بشأنها يوم الثلاثاء، 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وقال الجهاز، المنشأ بموجب القرار الجمهوري رقم 531 لسنة 1981، إن الطرح سيشمل الأراضي التي تقع مباشرة على ضفاف نهر النيل (طرح النهر)، في بعض المناطق الراقية، مثل الزمالك والعجوزة والدقي وغاردن سيتي والمنيل والمعادي، إضافة إلى مناطق أخرى كالمعصرة والمنيب وإمبابة والوراق.
وأضاف الجهاز أن الأراضي المطروحة على ضفاف النيل تصلح لإقامة الأنشطة التجارية والسياحية، والمراسي العائمة، والمطاعم والكافيتريات (الكافيهات)، مشيراً إلى طلب كراسة الشروط الخاصة بالمزاد بمقره الكائن أمام مستشفى الشرطة في الحي السابع بضاحية مدينة نصر، شرقي القاهرة.
وقبل أيام، شارك عدد من الشخصيات العامة، أبرزهم الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ووزير الخارجية السابق نبيل فهمي، ووزير التجارة والصناعة والسياحة سابقاً منير فخري عبد النور، في وقفة احتجاجية بضاحية الزمالك في قلب القاهرة، للمطالبة بوقف أعمال إزالة الأشجار المطلة على ضفاف النيل، وردم أجزاء منه بواسطة الجيش، من أجل إقامة مشروع تجاري في شارع سراي الجزيرة.
وتقدم سكان حي الزمالك بالعديد من الشكاوى إلى مجلس الوزراء، بسبب أعمال الإزالة الجارية لبعض الحدائق والمساحات الخضراء، بهدف استغلال الأرض المقامة عليها في إنشاء ساحات انتظار للسيارات ومطاعم وكافيهات على النيل مباشرة، علماً أن غالبية الحدائق في هذه المنطقة تاريخية ويعود تاريخ إنشائها إلى العهد الملكي.
وتشهد مصر عمليات تجريف واسعة النطاق للحدائق والمساحات الخضراء وردم مساحات من النيل على امتداد طريق الكورنيش في القاهرة والجيزة، وتحويلها تدريجياً إلى تجمعات للأنشطة التجارية والمطاعم والكافيهات المؤجرة لصالح جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للجيش، بغرض استفادة الأخير من عوائدها المالية بمنأى عن ميزانية الدولة العمومية.
وكان الجيش قد استولى على حديقة الميريلاند الأشهر في حي مصر الجديدة، والتي يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1949 في عهد الملك فاروق تحت اسم نادي سباق الخيل، وكانت تضم الكثير من الأشجار المعمرة، وبحيرة مخصصة للمراكب الصغيرة، ومشتل تشجير الحديقة، إلى جانب برجولات ومشايات وشلالات، وبدأ في تحويلها تدريجياً إلى تجمعات للمطاعم والكافيهات.
كما يواصل الجيش أعمال إزالة أجزاء من الحديقة الدولية، وحدائق اللوتس العامة في حي مدينة نصر، والغولف في حي مصر الجديدة، والفنون في منطقة المنيل بحي مصر القديمة، بغرض استغلال أراضيها في إنشاء المحال والمطاعم وتأجيرها بنظام حق الانتفاع السنوي.