تخلت الأسهم الأميركية عن كل مكاسبها في أكتوبر/ تشرين الأول، مع تراجع قوي لأسهم شركات التكنولوجيا الكبرى يوم الخميس، آخر أيام الشهر، والذي شهد أسوأ انخفاض يومي لوول ستريت فيما يقارب شهرين.
وفي آخر جلسات التداول في شهر كان عصيباً على الأسهم الأميركية والمستثمرين، أنهى مؤشر إس أند بي 500 التعاملات على انخفاض بنسبة 1.9%، بينما أغلق مؤشر ناسداك المركب، المتخم بشركات التكنولوجيا، على انخفاض قدره 2.8%.
وقادت شركات التكنولوجيا الكبرى تراجعات الأسهم الأميركية في آخر أيام شهر أكتوبر، إذ تراجعت أسهم مايكروسوفت بنسبة 6.1%، في أكبر انخفاض يومي لها خلال عامين، بعد أن جاءت توقعات أرباحها الفصلية مخيّبة للآمال. وهبطت أيضاً أسهم ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، والتي أصدرت تقرير أرباحها يوم الأربعاء، بنسبة 4.1%.
وقال ديك مولاركي، المدير العام في SLC Management لإدارة الاستثمار، في مذكرة، إنه بعد سلسلة من المكاسب القوية الأخيرة، "يبدو أن أسهم التكنولوجيا تواجه تحديات التوقعات العالية". وأضاف: "لم يكن نمو الذكاء الاصطناعي ليكون مساراً سلساً، إذ ستكون هناك انتكاسات في التبني والإنتاج والشحن".
جاءت هذه الانتكاسة السوقية قبل صدور تقارير الأرباح من مجموعتين تقنيتين أخريين من أكبر الشركات الأميركية، وهما آبل وأمازون. وقد تراجعت أسهم آبل بعد ساعات التداول بعد أن أبلغت الشركةُ المستثمرين عن نمو متواضع في مبيعات هواتفها الذكية، لكن أمازون شهدت ارتفاعاً حاداً بفضل وحدة الحوسبة السحابية القوية.
وأنهى مؤشرا إس أند بي 500 وناسداك، اللذان سجّلا يوم الخميس أكبر انخفاض يومي منذ السادس من سبتمبر/ أيلول، شهر أكتوبر بتراجع بلغت نسبته 1% و0.6% على التوالي. وأدى تراجع أكتوبر إلى كسر سلسلة مكاسب دامت خمسة أشهر لمؤشر إس أند بي 500، وصلت خلالها الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية بفضل التوقعات ببدء بنك الاحتياط الفيدرالي في تخفيف السياسة النقدية، ومع إشارات على أن الاقتصاد يسير نحو تحقيق "هبوط ناعم".
وبعد تراجعات يوم الخميس، أصبح مؤشرا إس أند بي 500 وناسداك على بعد نحو 2.5% و3%، على التوالي، من ذروتهما. وتأتي تحركات السوق قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية المنتظرة يوم الثلاثاء، حيث يتنافس كل من كامالا هاريس ودونالد ترامب لإقناع الناخبين بأن لديهما القدرة على تحقيق إدارة أفضل للاقتصاد، وبالتالي توفير نتائج أفضل للأسواق.
وتصاعد قلق المستثمرين مع اقتراب موعد الانتخابات، وزادت اجتماعات البنك الفيدرالي المتوقعة الأسبوع المقبل من حدة التوترات العامة، فيما ارتفعت عوائد سندات الخزانة والدولار إلى أعلى مستوياتها في نحو ثلاثة أشهر.
وارتفع العائد على سندات الخزانة الحساسة للسياسات لأجل سنتين إلى 4.16%، بارتفاع قدره 0.52 نقطة مئوية، وهو ما مثل أكبر زيادة شهرية له منذ فبراير/شباط 2023. أما العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل عشر سنوات فكان قريباً من تسجيل أكبر ارتفاع شهري له منذ سبتمبر/أيلول 2022، مع زيادة قدرها 0.5 نقطة مئوية ليصل إلى حوالي 4.28%.
وسجّل الدولار، الذي يقاس مقابل سلة من ست عملات رئيسية، ارتفاعًا بنسبة 3.3% في أكتوبر/تشرين الأول، مما جعله قريباً من تحقيق أكبر تقدم شهري له منذ شهر إبريل/ نيسان 2022.