فوجئت المواطنة الغزية أم خالد سمارة خلال تجولها في ممرات معرض "غذاؤنا" للصناعات الغذائية الفلسطينية المحلية، بأن منتجات كانت تشتريها على أنها صناعة أجنبية، كانت في الحقيقة صناعة محلية فاخرة ومميزة.
ويقام معرض "غذاؤنا 2014" لثلاثة أيام في غزة، بعد أيام قليلة من إقامته في مدينة نابلس بالضفة الغربية، ويحتوي على جميع المنتوجات الغذائية المحلية، من عصائر، مشروبات غازية، تمور وطحينية وزيوت، وبسكويت ومسليات والكثير من المنتجات التي لفتت انتباه الحضور.
ويأتي هذا المعرض، في ظل توتر سياسي محلي، وبالتزامن مع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ العام 2007.
منتجات قادرة على المنافسة
وتقول سمارة لـ"العربي الجديد": لم أتوقع أن صناعاتنا المحلية وصلت إلى هذه المرحلة التي يمكنها فيها منافسة أي منتج عربي أو حتى أجنبي، ما رأيته يؤكد أن المرحلة المقبلة، ستعتمد على المنتج الفلسطيني بشكل كامل، في حال الاستمرار على خط الإنتاج ذاته".
وتضيف: "يجب تعميم ثقافة تشجيع المنتج الوطني الفلسطيني، لأنه قادر على المنافسة ويستحق أن ندعمه وأن نفضله على أي منتج آخر"، متسائلة: "كيف لنا أن نستورد منتجات من الدول الخارجية وباستطاعة أبنائنا تصنيعها محلياً بجودة عالية وبشكل رائع كما نشاهد في هذا المعرض؟".
من جهته، يقول رئيس اتحاد الصناعات الغذائية في محافظات غزة، تيسير الصفدي، إن تنظيم المعرض في مدينة نابلس في الضفة الغربية وفي قطاع غزة يؤكد أن المصالحة الفلسطينية تجسدت على أرض الواقع، وأصبح هناك تلاحم للجسد الاقتصادي الفلسطيني.
ويضيف لـ"العربي الجديد": "هناك استحقاق على الحكومة وعلى وزارة الاقتصاد الوطني في دعم لمنتج المحلي عبر إعطاء الأولوية لسياسة تقنين المواد المستوردة، خاصة تلك التي يتم تصنيع منتجات محلية شبيهة لها، مثل العصائر والحلويات والمشروبات الغازية".
تطوير الاقتصاد الفلسطيني
ويشير الصفدي إلى أن تنظيم المعرض في الضفة الغربية وقطاع غزة يساهم في تطوير الاقتصاد الفلسطيني والمنتوجات الغذائية الفلسطينية، مبيناً أن الهدف الأساسي من وراء معارض "غذاؤنا" هو الترويج للمنتج الفلسطيني، وإتاحة الفرصة للشركات الوطنية لأن تقوم بعرض منتجاتها، وأن تصل للمستهلك بشكل مباشر من أجل مد جسور الثقة بين المواطن والمنتج المحلي.
أما مدير مكتب غزة في اتحاد الصناعات الغذائية، المهندس محمد عياش، فيقول لـ"العربي الجديد": "معارضنا سنوية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهدفها الاستراتيجي هو الترويج وتعريف المستهلك بالمنتجات المحلية، مما يساهم بتعزيز تلك الثقافة التي تحمي الاقتصاد الوطني الفلسطيني وتدعمه".
ويضيف عايش: "بدأنا بتنظيم المعارض منذ عام 2002 حتى عام 2005، وتوقفنا بعد ذلك نتيجة الحروب، وعدنا عام 2010، وتعتبر تلك المعارض بمثابة المنابر الخاصة للشركات للوصول للمواطن الفلسطيني، وقمنا بحملات دعائية تحت عنوان "اشتري منتج بلدك لتوظيف ولدك"، "منتج بلادك إلك ولأولادك".
ويتابع: "تشجيع المنتج المحلي يؤدي إلى تنشيط الحركة الاقتصادية وتشغيل اليد العاملة الفلسطينية، الأمر الذي يحد من نسب البطالة المرتفعة، لذلك يجب على المواطنين دعم المنتج المحلي، وعليه أن يكون مطمئناً لأن المنتجات المحلية يتم مراقبتها من الوزارات والجهات المختصة".
الحد من الاستيراد
بدوره، يقول المدير التنفيذي للاتحاد العام للصناعات الفلسطينية خضر شنيورة، إن قطاع غزة يضم 52 شركة صناعية، شاركت منها 25 شركة في المعرض جميعها تنتج مواد غذائية مثل العصائر، آيس كريم، زيوت، مشروبات غازية، معلبات، طحينة وحلاوة، بسكويت، شيبس، مكسرات، وغيرها من المنتجات، إضافة إلى مشاركة جمعيات في بعض المنتوجات اليدوية مثل المعجنات والكعك والحلويات.
ويضيف لـ"العربي الجديد": "جاء المعرض قبل شهر رمضان من أجل تعريف المواطن بالمنتج المحلي، وتشجيعه على استخدامه في الشهر الفضيل، واتبعنا سياسة إحلال الواردات، وما زالت الأنشطة مستمرة من أجل إحلال البديل الوطني، ونتمنى أن نصل لمرحلة يتم فيها توقف استيراد أي منتج يتم تصنيعه محلياً، ونجحنا في بعض الأمور مثل البسكويت، العصائر، الحلاوة، الشيبس".
ويتابع شنيورة: "هدفنا في الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية تطوير الصناعات الفلسطينية ذات الجودة العالية، صاحبة المسؤولية الاجتماعية، ليس فقط في المجال الغذائي، بل في 13 قطاعاً آخر، مثل قطاع الإنشاءات، الخياطة، الصناعات الورقية، الصناعات الخشبية، وغيرها".