يبدي المستثمرون في شبه جزيرة سيناء (شمال شرق مصر) مخاوف، في ظل تصاعد العمليات الإرهابية التي ينفذها مسلحون ضد الجيش المصري هناك، خلال الفترة الأخيرة، والتي غالبا ما يرد الجيش عليها بعمليات عسكرية واسعة النطاق.
وتحتكر محافظة جنوب سيناء وحدها مشروعات سياحية تعادل ثلث الاستثمارات السياحية
بمصر، ما يثير قلق المستثمرين في قطاع يقوم بالأساس على عامل الاستقرار الأمني.
ومع بداية العام 2014 نشط مسلحون ادعوا مؤخرا، انتماءهم لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في سيناء. وقامت مجموعات منهم بعمليات ضد الجيش المصري راح ضحيتها عشرات المجندين، كان آخرها أمس الأحد، حيث قُتل خمسة أفراد من الجيش إثر انفجار مدرعة، بعد استهدافها بقنبلة زُرعت على الطريق بمنطقة الخروبة جنوب مدينة الشيخ زويد، بالقرب من مدينة رفح.
وقال رئيس جمعية المستثمرين السياحيين في جنوب سيناء، هشام علي، إن تصاعد الأعمال الإرهابية خلال الفترة الأخيرة يؤثر ليس فقط على سيناء، ولكن على قطاع السياحة المصري بالكامل.
وأضاف في مقابلة مع مراسل "العربي الجديد"، "نحن على ثقة من أن الجيش المصري سيقتلع جذور الإرهاب في النهاية".
ويبلغ عدد الغرف الفندقية في جنوب سيناء ثلث الطاقة الفندقية العاملة بمصر، والتي تبلغ 225 ألف غرفة.
وقال مسؤول في غرفة الفنادق المصرية، إن الجهات الأمنية وضعت كاميرات مراقبة المدن السياحية خاصة بالجنوب، مع وضع تجمعات أمنية مكثفة بما يُشعر السائح بالأمان.
وأضاف، مفضلا عدم الكشف عن هويته، أن عمليات التأمين التي تم إجراؤها خلال الثلاثة شهور الأخيرة، خاصة مع انعقاد مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري في منتصف مارس/آذار الماضي بلغت 120 مليون جنيه (15.7 مليون دولار).
ورغم تركز أكثر العمليات الإرهابية في محافظة شمال سيناء، غير أن مجرد انتشار أخبارها يؤثر على السياحة في جارتها الجنوبية.
وفقا للمسؤول، فإن العمليات الإرهابية تعطل برامج التنمية السياحية، خاصة بمدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء.
وقال إن الهيئة العامة للتنمية السياحية ضمت أراضي بمنطقة العريش للمخطط الاستراتيجي، الذي يستهدف ضخ استثمارات بقيمة ملياري جنيه (262 مليون دولار) بالمنطقة.
وقال رئيس الغرفة التجارية بشمال سيناء، عبد الله قنديل بدوي، إنه يتخوف من مد قرار حظر التجوال في شمال سيناء للمرة الثالثة، ما يزيد صعوبة الأوضاع بالمحافظة.
وينتهي الحظر في 25 أبريل/نيسان الجاري، في مدينة العريش والشيخ زويد، بعدما تم لثلاثة أشهر في 25 يناير/كانون الثاني الماضي. وذكر أن هناك انخفاضا كبيرا في حركة المبيعات بالأسواق في محافظة شمال سيناء تقترب من 50%.
وتراجعت الإشغالات السياحية في منطقة نويبع-طابا (شرق محافظة جنوب سيناء)، الشهر
الماضي، لأقل من 15%، وفقا لرئيس جمعية المستثمرين السياحيين في المنطقة، سامي سليمان.
وقال سليمان، إن عددا من الفنادق في المنطقة -لم يذكره تحديدا- أغلقت أبوابها خلال العام منذ فبراير/شباط 2014، عندما تعرضت حافلة سياحية لانفجار بالقرب من منفذ طابا الحدودي مع إسرائيل.
وبلغ الدخل السياحي لمصر خلال العام الماضي 7.5 مليارات دولار، بنمو 1.6 مليار دولار عن العام 2013، فيما تأمل وزارة السياحة، وفقاً لمسؤولين حكوميين، الوصول بهذا الدخل خلال العام الجاري إلى 9.5 مليارات دولار.
وتستهدف مصر زيادة الحركة السياحية الوافدة إليها، بنسبة تراوح بين 15 و20% سنوياً، للوصول بأعداد السائحين إلى 20 مليون سائح بنهاية عام 2020، وفقاً لوزارة السياحة.
اقرأ أيضاً:
إغلاق 17 قرية سياحية في مصر