أصدر المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية "منظمة مجتمع مدني مصرية"، تقريراً رصد فيه الاحتجاجات ذات الطابع العمالي والاقتصادي والاجتماعي خلال الفترة من أول يناير/كانون الثاني 2016 حتى 20 ديسمبر/كانون الأول الحالي.
وبحسب التقرير الذي أجراه المركز عن عام 2016، بلغ إجمالي الاحتجاجات 1736، وكانت الاحتجاجات العمالية هي الأكثر عدداً، إذ بلغت 726 احتجاجاً، ووصلت إلى ذروتها خلال شهر فبراير/ شباط إلى 108 احتجاجات.
وجاءت الاحتجاجات الاجتماعية في المرتبة الثانية خلال العام، إذ وصلت إلى 633 احتجاجا، وكان أعلى معدلاتها في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي بعدد 86 احتجاجاً.
وينطبق تعريف الاحتجاجات الاجتماعية بحسب التقرير، على الاحتجاجات التي لا تتم على خلفية اقتصادية، وعادة ما يقوم أهالي مناطق سكنية بها لأسباب تتعلق بظروف معيشتهم، ولكنها تشمل أيضا احتجاجات فئات محددة مثل الطلاب والنقابيين لأسباب تتعلق بأوضاع تؤثر على مصالح في الأساس غير اقتصادية.
وتأتي الاحتجاجات الاقتصادية في المرتبة الثالثة، إذ وصلت إلى 377 احتجاجاً وبلغت قمتها في شهر مايو/ أيار الماضي وناهزت 59 احتجاجًا.
وترتبط الاحتجاجات الاقتصادية في معظمها بسياسات الحكومة وآثارها على المصالح الاقتصادية لفئات مختلفة من أصحاب الأعمال الصغيرة والحرفيين والمهنيين.
وشهد عام 2016 صدور حزمة من السياسات الاقتصادية، لمواجهة أزمة مالية متصاعدة، ساهمت في فرض ضغوط على المواطنين. وشملت إجراءات ذات أثر تضخمي مثل التوسع في فرض ضرائب الاستهلاك عبر قانون ضريبة القيمة المضافة، والتعويم القوي للعملة خلال شهري مارس/ آذار، ونوفمبر/ تشرين الثاني من هذا العام ورفع أسعار بنود الطاقة.
وصاحب الضغوط الاقتصادية التي عانى منها المواطنون في العام الفائت استمرار التشريعات المقيدة للحق في التظاهر، وهو ما قد يكون قد أثر على أعداد الاحتجاجات في هذا العام.
ويوضح الحصر التقريبي لاحتجاجات 2016 أن عدد الاحتجاجات هذا العام كان شبه ثابت عند مستواه عام 2015 والذي بلغ فيه 1955 احتجاجاً.
وأعلن المركز في تقريره أنه اعتمد في رصده للاحتجاجات على المعلومات المنشورة في المواقع الإخبارية والتي يرصدها وفق منهجية علمية محددة.
ويعد رصد الاحتجاجات أحد التقاليد البحثية الراسخة في المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، حيث عمل المركز على إصدار تقارير سنوية منتظمة عن الحالة الاحتجاجية في مصر منذ عام 2012.
وتركزت الاحتجاجات العمالية خلال 2016 في القطاع الحكومي الذي شهد 478 احتجاجا، متفوقا على إجمالي الاحتجاجات في قطاعي الأعمال العام والخاص اللذين بلغا 133 و107 احتجاجات على التوالي.
وشهد عام 2016 صدور النسخة الأخيرة من قانون الخدمة المدنية الذي يعيد هيكلة الأجور في القطاع الحكومي، وقد تراجع معدل نمو ميزانية الأجور لدى الدولة بشكل درامي منذ صدور النسخة الأولى من القانون في مارس/آذار 2015، لتبلغ حوالي 6.8% و4.8% في العامين الماليين السابق والحالي على التوالي.
وكانت الاحتجاجات العمالية في القطاعات التابعة لوزارة الصحة والسكان هي الأكثر عددا بين باقي القطاعات الحكومية خلال عام 2016 حيث بلغت 159 احتجاجا تليها احتجاجات وزارة التعليم بعدد 74 احتجاجا، وهما من أبرز القطاعات الحكومية المرتبطة بتحقيق التنمية في البلاد.
الشكوى من بيئة العمل كانت المطلب الرئيسي المحرك للاحتجاجات العمالية والاقتصادية خلال 2016 بعدد 379 مطلبا تليها التعويضات المالية بعدد 368، الفساد والمحاسبة 367 التوظيف 153 والعقود 139 مطلبا.
فيما كانت المطالبات الخاصة بضحايا الفساد والإهمال هي المحرك الأكبر للاحتجاجات الاجتماعية في هذا العام بعدد 366 مطلبا تليها المطالب الخاصة بالتعليم بعدد 218 ثم الأمن 77.
أما عن أكثر الحقوق التي طالب بها المصريون في الاحتجاجات العمالية والاقتصادية والاجتماعية خلال العام، فكانت الحقوق العمالية بعدد 655 تليها الحقوق الخاصة بالمعرفة والشفافية ومكافحة الفساد بعدد 624، ثم الحقّ في العمل 565، التعويض والعدالة الإدارية 522، الحق في التعليم 223، الحق في التنظيم 189، الحق في البنية التحتية والخدمات 153 والحق في مستوى معيشي ملائم 148.
وتنوعت أساليب الاحتجاج خلال العام وقد تركزت النسبة الأكبر منها في الوقائع الاحتجاجية
(التي تشمل الوقفة والتجمع والتجمهر والتظاهر) بعدد 1210 واقعات، تلاها الإضراب ووقف العمل بعدد 282 ثم الاعتصام 134، وكانت هناك 84 واقعة إيذاء للنفس خلال العام تعبيرا عن الاحتجاج.
وعن الفئات المشاركة في الاحتجاج، كان أكثرهم من الأهالي بعدد 457 مشاركة، فيما بلغت مشاركات العمال 359، الموظفين 167، الطلاب 160، السائقين 132، المدرسين 75 والأطباء 67 والممرضين 71 وأصحاب المحلات 41، بينما بلغت مشاركات العاطلين والخريجين 62 مشاركة.
واستأثرت العاصمة بالعدد الأكبر من الاحتجاجات العمالية في 2016 حيث بلغت 454 احتجاجا تلتها محافظة الشرقية بعدد 128 احتجاجاً، ثم الغربية بعدد 119 احتجاجاً.