عادت الاحتجاجات لتشتعل من جديد في محافظات الجنوب التونسي، وهو ما أسفر عن وقوع قتيلين و26 إصابة في صفوف المحتجين في مدينة دوز من محافظة قبلي جنوب غربي البلاد.
واتخذت التحركات هذه المرة طابعا آخر بسبب خلاف بين عشيرتين في المنطقة، إلا أن الأهالي يؤكدون أن الأسباب الرئيسية تبقى اقتصادية واجتماعية بالأساس، معتبرين أن الاحتقان الاجتماعي بسبب ضعف التنمية في الجهة وارتفاع نسب البطالة هو الذي خلف الغضب الاجتماعي.
وأعلنت السلطات المحلية عن حظر التجوال بالمدينة في محاولة للسيطرة على الوضع وتفادي خسائر مادية وبشرية أكثر فضلا عن دعم الاستقرار الأمني وتفادي الفوضى التي غالبا ما يستغلها الإرهابيون لإدخال السلاح من الحدود الجنوبية أو التسلل إلى المدن السياحية بالجنوب لتنفيذ عمليات إجرامية تستهدف السياح.
وقد دعا المكتب التنفيذي للاتحاد المحلي لمنظمة الشغالين بمحافظة قبلي في بيان مساء أمس السبت إلى التهدئة في دوز والقلعة، مؤكدا دعمه لأجهزة الدولة في القيام بدورها في محاسبة المتسببين في هذه الفتنة.
وشدد الاتحاد الجهوي على ضرورة أن يكون القانون والعدالة هما الطريق الوحيد لنيل الحقوق وتحقيق العدل.
ودفعت هذه المواجهات محافظ قبلي هاشم الحميدي إلى إقرار حظر تجول في معتمديتي دوز الشمالية والجنوبية من ولاية قبلي من 8 مساء إلى 5 صباحا بداية من أمس السبت.
وأكد المحافظ في تصريح لـ"العربي الجديد" أن أسباب العملية التي وقعت في المدينة عشائرية بالأساس، ولا تتعلق بمطالب التنمية والتشغيل لافتا إلى أن السلطات المحلية تبحث باستمرار على الحلول واقناع المستثمرين لإحداث مشاريع في هذه المحافظة لتوفير أكبر قدر ممكن من فرص الشغل.
وشدد هاشم الحميدي على أهمية السلم الاجتماعي في إقناع المستثمرين الأجانب أو المحليين في المساهمة في التنمية مشيرا إلى أن السياحة في الجنوب يمكن أن تكون قطاعا حيويا مهما في حال توفرت العناصر اللازمة لإقناع وكالات السفر العالمية بتنظيم رحلات نحو هذه المحافظات وعلى رأسها الاستقرار الأمني وفق قولها.
ودعت الوكالة الفيدرالية الروسية المعنية بشؤون السياحة المواطنين الروس منذ أسبوع إلى التحلي باليقظة لدى زيارة أراضي تونس، نظرا لتنامي الخطر الإرهابي هناك، حسب تقديرها.
ونشرت الوكالة يوم الخميس 2 حزيران/يونيو الجاري تحذيرا جاء فيه أن معلومات قدمتها الأجهزة المتخصصة تشير إلى استعداد تنظيمات إرهابية مرتبطة بما يعرف بتنظيم الدولة "داعش" لشن سلسلة هجمات إرهابية تستهدف السياح، بمن فيهم المواطنون الروس، في تونس، مشيرة إلى جزيرة جربة ومدينة جرجيس.
ونصحت الوكالة شركات السياحة الروسية بإبلاغ منتسبيها عن المخاطر التي قد تهددهم في أراضي تونس.
من جانبها، أعلنت جمعية شركات السياحة الروسية في بيان أن الشركات لا تخطط في الوقت الراهن لتغيير جدول الرحلات السياحية إلى تونس، رغم صدور التحذير من وكالة "روس توريزم".
وأوضحت الجمعية أن الشركاء التونسيين الذين يتعاونون مع الشركات الروسية في تنظيم الرحلات السياحية إلى تونس، لم يتلقوا أي معلومات رسمية عن تنامي الخطر الإرهابي.
وأشارت أيضا إلى عدم وجود أي قيود مفروضة رسميا على سفر السياح الروس إلى تونس.