تسجل صناعة السياحة في المغرب منذ سنوات، قصة نجاح في شمال أفريقيا، خصوصا أن البلاد ما تزال تحافظ على أعداد سياحتها السنوية.
ويزور البلاد سنوياً نحو 10 ملايين سائح، فضلاً عن كونها الدولة الوحيدة بالمنطقة التي كانت سياحتها الأقل تأثراً نتيجة الأحداث الجيوسياسية.
وساهم المغتربون المغاربة بنحو نصف عدد السياح الذين زاروا المغرب في العام 2016. واستقبل المغرب 10.33 ملايين سائح في العام الماضي، بارتفاع بلغت نسبته 1.5%، مقارنة مع عام 2015، حسب بيانات المكتب الوطني المغربي للسياحة.
وبدا من البيانات أن السياح الأجانب والمغتربين المغاربة ساهموا بالتساوي تقريباً في بلوغ ذلك العدد.
ووصل عدد السياح الأجانب الذي زاروا المملكة في العام الماضي نحو 5.10 ملايين، بينما بلغ عدد المغتربين المغاربة الذي يصنفون ضمن السياح 5.22 ملايين.
وقال خبراء سياحة ومهنيون إن بلادهم استطاعت أن تجلب سياحاً أكثر خلال السنوات الماضية، بسبب الأمن والاستقرار، وتنوع أماكن السياحة، وارتفاع عدد الرحلات الجوية إليها.
يقول رضا نوالي، صاحب وكالة سفر بالمغرب، إن "أهم الأسباب الرئيسية التي ساعدت بلاده على الحفاظ على استقطاب السياح، هو الاستقرار والأمن الذي تنعم به".
وأضاف نوالي في تصريح لوكالة "الأناضول"، أن الأسباب الأخرى تتعلق بإضافة رحلات جوية جديدة تربط دولاً أخرى ببلاده، وارتفاع عدد المهرجانات الثقافية والفنية والرياضية والمؤتمرات الدولية، وارتفاع عدد الفنادق بعدد من المدن السياحية.
وتوقع وزير السياحة المغربي محمد ساجد، في وقت سابق من الشهر الحالي، ارتفاع عدد السياح الوافدين إلى البلاد بنسبة 5.5 بالمائة العام الجاري، إلى 10.9 ملايين سائح.
وقال ساجد إن الإيرادات المتوقعة للقطاع العام الحالي، ستبلغ 65.2 مليار درهم (6.5 مليارات دولار)، مقارنة مع 64.2 مليار درهم (6.4 مليارات دولار) خلال 2016.
وعزا الوزير الارتفاع المتوقع لعدد السياح والإيرادات، إلى تحسن الناتج القومي المحلي لأهم الأسواق المصدرة للسياح، وتباطؤ الأثر السلبي الذي سببه عدم الاستقرار في بعض المناطق.
وأشار وكيل السياحة إلى أن عدد السياح سيكون أفضل "في حال تشييد فنادق تستهدف ذوي الدخل المتوسط، بالنظر لضعف مثل هذه الفنادق".
من جهته، يقول الكاتب العام للفدرالية الوطنية للسياحة، فوزي زمراني، إن استقرار البلاد ساهم بشكل كبير في محافظة البلاد على جلب 10 ملايين سائح سنوياً.
ويلفت زمراني إلى ارتفاع نسبة السياحة الداخلية ببلاده، التي تمثل حاليا 30 بالمائة من عدد ليالي المبيت في الفنادق.
وخلال السنوات القليلة الماضية، نجح المغرب في تطوير بنيته التحتية، ووسائل النقل ومؤسسات الترفيه والسياحة، وإلغاء التأشيرات لصالح السياح القادمين من الصين.
من جهته، قال عبد المجيد باني، مسؤول في وزارة السياحة، إن بلاده حققت مجموعة من الإصلاحات، ساهمت في جلب أكبر عدد من السياح.
واعتبر أن الاستقرار هو مفتاح نجاح السياحة ببلاده، فضلا عن البنية التحتية من طرقات ومواصلات وفنادق، وتنوعها الجغرافي والسياحي.
(الأناضول، العربي الجديد)