وتعتبر صناعة الفخار من أهم الصناعات اليدوية التي اشتهرت بها مصر. وقد قامت كاميرا "العربي الجديد" بزيارة أسامة علي، أحد صانعي الفخار في منطقة مصر القديمة، للتعرف على الصناع وأهم التحديات التي يواجهونها.
يقول أسامة إن الدخل المتحقق من العمل في مجال صناعة الفخار لا يحقق ربحاً بالمعنى الاقتصادي المعروف، لكنه يحقق دخلاً يغطي مصروفات وتكاليف معيشة العمال.
وأشار إلى أن السياحة لا تحقق دخلاً بالمعنى المباشر من المنتجات الفخارية، لكنها تساعد في الترويج والتعريف بهذه الصناعة، إضافة إلى فتح باب التصدير أمام هذه المنتجات.
وحول الدعم الحكومي لهذه الصناعة، يشير أسامة إلى وجود إهمال في دعم هذه الصناعة، إذ يواجه العاملون في هذا المجال أزمة في الاستقرار وفقاً لنظام الإيجارات الحالي، داعياً الحكومة إلى دعم الصناع من خلال إقرار الإيجار لفترات طويلة بدلاً من الوضع الحالي.
وتابع: "أصبحت صناعة الفخار في مصر على حافة الاندثار، على الرغم من رقيها تندثر بسبب الإهمال الشديد".
وعن متطلبات العمل بهذه الحرفة، يقول أسامة إنه التحق للعمل بها منذ صغره، إذ تدرّب على يد أحد الصنايعية "الحرفيين" بقرية الفخاريين في مصر القديمة.
وتابع الرجل الأربعيني أن الدولاب الذي يُستخدم في صناعة الفخار هو أسطوانة حديدية ورأس، تستخدم باليد وأخرى من أسفل يتم تشغيلها بالقدم وبمجرد تحريكها باليد أو القدم تسير عكس عقارب الساعة لتبدأ عملية التشكيل، ثم تليها عملية الرسم والنقش على الجسم الخارجي، وأخيراً تأتي عملية الحرق في الفرن الخاص لذلك، ويطلق عليه الكانون.
وذكر أسامة أن الدولاب يتطلب تركيزاً وصبراً ويستغرق وقتاً طويلاً، بداية من جمع الطفلة من الجبل أو من محافظة أسوان بجنوب مصر، ثم تخميرها وتخزينها وتنقيتها وتصفيتها وتشكيلها على الدولاب، ولا تستغرق عملية التشكيل سوى دقائق عدة، حسب خبرة الحرفي.