دافع المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية في المغرب، محمد ربيع الخليع، عن القطار فائق السرعة، وأكد أنه لم يُطلق من أجل الأغنياء فقط، مع أنه كشف، في الوقت ذاته، أن سعر التذكرة يبلغ 25 دولارا في فترة الذروة، و15 دولارا خارج تلك الفترة.
وفي مؤتمر صحافي عقده اليوم الجمعة، بعد تدشين العاهل المغربي والرئيس الفرنسي، أسرع قطار في القارة الأفريقية، أمس الخميس، قال الخليع إن توفير "البراق" لم يتم على حساب تطوير شبكة القطارات الكلاسيكية الموجودة في البلاد.
وأوضح مدير المكتب المملوك للدولة، أن الاستثمارات المُنجزة وصلت إلى نحو 4.7 مليارات يورو، من بينها مليارا دولار للقطار فائق السرعة الذي يُعتبر الأسرع في القارة الأفريقية.
وأشار إلى مشاريع تجديد محطات استقبال المسافرين في المدن الكبرى، وتوسيع شبكة السكك الحديدية عبر تثنية محور الدار البيضاء- مراكش، وتثليث شبكة القنيطرة- الدار البيضاء.
وقال إن كلفة توفير القطار فائق السرعة، هي من بين الأكثر تنافسية في العالم، متطرقا إلى الدول التي اختارت هذا النموذج، ومشيرا إلى أن المغرب دخل نادي البلدان الثماني عشرة التي يتوافر فيها هذا النوع من القطارات.
كما تناول التصريحات الناقدة التي اعتبر أصحابها أن المغرب ليس في حاجة إلى قطار فائق السرعة، بل يتوجب توجيه استثماراته إلى الصحة والتعليم، وتوسيع شبكة القطارات العادية للمناطق التي لا تصل إليها.
وانطلاقاً من هنا، أوضح الخليع أن الدولة استثمرت حوالي 500 مليون دولار في القطار، بينما تم تأمين بقية المبلغ عبر قروض من فرنسا وبلدان عربية، معتبرا أن الاستثمارات التي وُجهت إلى التعليم والصحة كبيرة جدا، لكن المشكلة قد تكون كامنة في حوكمة هذين القطاعين.
وتعتبر شبكة STOP TGV، التي تضم جمعيات أهلية، أنه ما دام المغرب لم يعالج مشكلاته الرئيسية، التي يأتي التعليم في مقدمتها، فإنه لا يمكن الانخراط في هذا النوع من المشاريع العملاقة.
ودعا البعض إلى التركيز في استثمارات المكتب الوطني للسكك الحديدية، على القطارات الكلاسيكية والتأخيرات التي تطرأ على مواقيتها، عوضا عن التوجه الرامي إلى الاستثمار في القطارات فائقة السرعة.
وأضاف الخليع، أن القطار فائق السرعة ليس موجها إلى الأغنياء، بل إلى جميع المغاربة، مشددا على أن تكاليف الاستغلال هي أقل غلاء مقارنة بأوروبا.
أسعار التذاكر
وكشف المدير العام عن أسعار التذاكر التي ستعتمد بالنسبة للسفر على متن القطار الجديد، حيث ستصل في اليوم لمسافري الدرجة الثانية بين الدار البيضاء وطنجة، إلى 25 دولارا في فترة الذروة، و15 دولارا خارج تلك الفترة.
الخليع الذي أكد وجود تذاكر ترويجية وأخرى لرجال الأعمال، أشار إلى أن تذاكر الدرجة الأولى ستتراوح بين 25 و37 دولارا، بحسب فترة السفر خلال اليوم.
وأكد وجود تخفيضات ستُخصّص لفائدة الأطفال والأشخاص الذين يسافرون ضمن مجموعات، وكذلك للمسنين والطلبة والشباب.
وأضاف أن أسعار التذاكر ستكون مخفضة، إذا ما تم حجزها قبل وقت السفر، مشيرا إلى أنه، كما في النقل الجوي، ستتسم بعض التذاكر بالمرونة.
وأشار إلى أنه سيتم توفير 26 قطارا فائق السرعة، مضيفا أن ذلك سينعكس على مدة السفر والاتجاهات الأخرى التي تستعمل فيها قطارات تقليدية، حيث ستنخفض مدة السفر بين فاس وطنجة من خمس ساعات إلى 3 ساعات و20 دقيقة.
لكن الخليع لم يكشف عن موعد الانطلاق التجاري للقطار فائق السرعة، بعدما سرت أنباء عن الشروع في ذلك، نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حيث وعد بأن يتم الإعلان عن ذلك الموعد، غدا السبت.
وسيقطع القطار الجديد المسافة الفاصلة بين طنجة في الشمال والدار البيضاء في الغرب، في ظرف ساعتين فقط، عوضا عن 5 ساعات بالنسبة للقطارات الكلاسيكية، ويُنتظر أن تصل سرعته إلى 320 كيلومترا في الساعة.