أغرقت السلطات التركية، طائرة ركاب عملاقة من طراز "إيرباص A330"، في خليج صاروس بولاية أدرنه شمال غرب البلاد، بهدف إنشاء أكبر منتزه للغوص في العالم. ويأتي هذا المشروع في سياق استقطاب 70 مليون سائح في مئوية تأسيس الجمهورية عام 2023، بإيرادات متوقعة تصل إلى 70 مليار دولار.
وقال نائب محافظ أدرنه، علي أويصال، خلال مراسم أُقيمت في ميناء إيبريجة، إن خليج صاروس يعتبر عملاق السياحة النائم في المنطقة. ويعول عليه في أن يكون مركز جذب سياحيا كبيرا، خصوصا في سياحة الغطس.
ونسقت بلدة "كيشان" بولاية أدرنه، منذ نيسان/إبريل الفائت، لإغراق هيكل طائرة ركاب عملاقة في مياه البحر لتنشيط القطاع السياحي في المنطقة، عبر اتفاق بين رابطة خدمات البنية التحتية للسياحة في خليج "صاروس"، وشركة "سكاي إير شوب" بدعم من مشروع "تاناب" لنقل غاز أذربيجان إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.
وبيّنت الاتفاقية التي نشرتها وسائل إعلام تركية، السبت، أنه جرى نقل هيكل الطائرة وهي من طراز "إيرباص A330" بعد تفكيكها في ولاية أنطاليا التركية (جنوب)، ومن ثم إعادة تركيبها في سواحل بلدة كيشان.
وأشارت الاتفاقية إلى أن هيكل الطائرة يزن 90 طنا، ويصل طولها إلى 30 مترا، تم إغراقها على مسافة ميل بحري واحد قبالة شواطئ كيشان، على عمق 30 متراً تحت سطح الماء، لتكون إيرباص أي 330 التي أحيلت للتقاعد بعد أن دخلت الخدمة عام 1995، أكبر طائرة غارقة في مياه البحر في العالم.
وتعتمد تركيا أسلوب إغراق هياكل أسلحة ووسائط نقل في المياه، بهدف جذب السياح ومحبي الغوص، حيث أغرقت العام الفائت في مرمريس، دبابة "أم 48" عمرها 76 عاماً، في مياه على عمق 7 أمتار، بالقرب من منتجع مرمريس.
ولأن البحر والشاطئ هو زاد مرمريس، أنشئ شاطئ "قزقومو" أو فتاة الرمال باللغة العربية، بحيث يمكن للسياح المشي ضمن البحر بين ضفتي الشاطئ على الرمال، ولا يزيد عمق المياه عن ستة سنتيمترات.
وتصنف مرمريس على أنها الأغلى في تركيا، لكنها في الوقت نفسه تعد الأرخص ضمن أهم عشر وجهات سياحية في أوروبا شهيرة، بحسب تقرير شركة "بوست أوفيس موني ترافل" البريطانية.
وعُرفت مرمريس منذ القرن السادس عشر قبل الميلاد باسم "فايسكوس"، وقت أن كانت جزءاً من كاريا، لكنها غائبة أو قليلة التداول في كتب التاريخ، إلى بدء الامبراطورية العثمانية، منتصف القرن الخامس عشر، عندما ضمها السلطان محمد الثاني، بعد فتوحات اتحاد القبائل، إلى ممالك آسيا الصغرى.
وذاع صيت مرمريس في عهد السلطان سليمان القانوني، منذ أن عادت تحت السيطرة العثمانية عام 1622، واستخدم القانوني خليجها الشهير في جمع أسطول يضم أكثر من 300 سفينة وقوة مكونة من 200000 شخص، لتحدي مقر الفرسان في "رودوس"، وذلك بعد العديد من المعارك التي انتهت باستسلام الفرسان وأخذ الأتراك "رودوس" للسنوات الأربعمائة التالية.
وكان عدد السياح الأجانب القادمين إلى تركيا قد ارتفع خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري بنسبة 12.22 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وبحسب وزارة السياحة التركية، فإن 8 ملايين و735 ألفا و268 سائحاً زاروا تركيا خلال الثلث الأول من عام 2019. ويذكر أن عدد السياح القادمين إلى البلاد خلال 2018، من الأجانب والمغتربين الأتراك، بلغ 46 مليونا و112 ألفا و592 سائحاً.