لفلسطين رموزها وحكاياتها التي يتمسك بها اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات الشتات. ولا تغيب هذه الحكايات عن أي عمل فني يقومون به، بهدف نقل هذا الموروث إلى الجيل الجديد. وهذا ما هدفت إليه مسرحية "حكاية وعباية"، من تأليف وإخراج محمد الشولي. يجسد العمل على المسرح، حكواتي الجليل، الممثل عبد الرؤوف عسقول، من فرقة المسرح الوطني الفلسطيني، التابعة للاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان.
في لقاء مع "العربي الجديد"، يقول عسقول: "حياتنا في اللجوء مليئة بالحكايا، خاصة تلك التي نقلها إلينا أهلنا الذين عاشوا في فلسطين قبل نكبة عام 1948. وهذه المسرحية التي تتخذ طابع الحكواتي الممزوج بالمونودراما، أراد منها المخرج محمد الشولي أن تكون وسيلة لنوصل تلك القصص إلى أكبر شريحة من الجيل الجديد ليتعرف عليها".
يدخل عسقول إلى المسرح وهو يغني "عالروزانا"، ليحكي بعدها قصة وأصل هذه الأغنية. يقول: "تتألف المسرحية من ستة مشاهد مختلفة، تحكي في بدايتها عن حياة المخيم، وتصف حالة اللاجئ الفلسطيني في المخيم تحت سقف الصفيح الذي تتسرب منه المياه في فصل الشتاء، إضافة إلى صوت المطر الذي أصفه بالسيمفونية، وأروي حكاية مرافقتي لوالدي إلى العمل في أحد البساتين خارج المخيم، وهي المرة الأولى التي أشاهد فيها العالم الخارجي، بعدما كنت أظن أن العالم هو حدود المخيم".
يضيف: "يعتمد النّص على حكايا جدّي الذي كان يسردها لي ليلاً قبل أن أنام. وكنت في كل مرة أغفو قبل نهاية الحكاية. لذلك، في المسرحية، أبحث عن نهاية الحكايا التي أرادها المخرج أن تكون في قالب فني درامي، وهذه الحكايا كانت مخبأة في صندوق أحمله على ظهري، منها حكاية الثوب الفلسطيني وتاريخه ورمزيته، والعلم الفلسطيني منذ اختياره وحتى رفعه على مباني الأمم المتحدة، وللكوفية الفلسطينيّة حكايتها وكيف صارت رمزاً للنضال عند الشعب الفلسطيني، بل تعدّت ذلك وصارت رمزاً نضالياً عالمياً". ويشير عسقول إلى أن الإسرائيليين حاولوا تشويهها والاستيلاء عليها ونسبها لأنفسهم، كما فعلوا مع كل شيء آخر من تراثنا.
يلفت عسقول إلى أن حكاياته تتطرق إلى الأغنية الفلسطينيّة، وأن لكل مناسبة أغنية، وخاصة في ليالي الأعراس، كذلك يروي حكاية الدّبكة التراثيّة الفلسطينيّة، وكيف تطورت من خلال موسم قطاف الزيتون.
تتخلل المسرحية أغانٍ فلسطينيّة بعد كل حكاية، ويؤدي عسقول بعض الرقصات على المسرح، وهي رقصات تراثيّة ما زالت حاضرة في الحفلات الشعبيّة إلى يومنا هذا.