أجهزة البيجر.. مَن لا يزال يستخدمها؟

19 سبتمبر 2024
طبيب في مستشفى كوين ماري يرسل رسالة باستخدام البيجر، 18 يناير 2019 (Getty)
+ الخط -

مع تزايد اعتماد الهواتف المحمولة أداةَ اتصال رئيسية، تحولت أجهزة الاتصال اللاسلكي المعروفة باسم "البيجر" إلى شيء من الماضي لدى الكثيرين، خصوصاً بعدما بلغت ذروتها في التسعينيات. ومع ذلك، ما زالت هذه الأجهزة تحتفظ بمكانتها في بعض المجالات الحيوية مثل الرعاية الصحية وخدمات الطوارئ، بفضل متانتها وعمر بطاريتها الطويل.

وقال جراح في أحد المستشفيات الكبرى في بريطانيا، لوكالة "رويترز": "إنها الطريقة الأقل تكلفة والأعلى كفاءة للتواصل مع عدد كبير من الناس في ما يتعلق بإرسال رسائل لا تحتاج إلى ردود"، مضيفاً أن أجهزة البيجر تُستخدم على نطاق واسع من قبل الأطباء والممرضات في كل هيئة الصحة الوطنية في البلاد. وأوضح أنها "تُستخدم لإخبار الناس إلى أين يذهبون ومتى ولماذا".

وتصدرت أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) عناوين الأخبار، يوم الثلاثاء، عندما فُجِّرَت آلاف الأجهزة التي يستخدمها عناصر من حزب الله في وقت واحد بجميع أنحاء لبنان، ما أدى إلى استشهاد تسعة أشخاص على الأقل وإصابة ما يقرب من 3 آلاف شخص، قبل أن تنفجر أجهزة أخرى يوم الأربعاء وتخلّف في حصيلة غير نهائية 20 شهيداً وأكثر من 450 مصاباً. وقال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) هو الذي زرع متفجرات داخل الأجهزة.

وكانت هيئة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة تستخدم حوالى 130 ألف جهاز بيجر في عام 2019، وهو رقم يعادل أكثر من عشرة بالمائة من كل أجهزة البيجر في العالم، بحسب بيانات حكومية. ولم تتوافر أرقام أكثر حداثة من هذا التاريخ.

ويحمل الأطباء العاملون في أقسام الطوارئ بالمستشفيات هذه الأجهزة في وقت العمل. وقال طبيب في هيئة الصحة الوطنية إن العديد من أجهزة الاتصال اللاسلكي يمكنها أيضاً إرسال صفارة إنذار ثم بثّ رسالة صوتية إلى مجموعات بحيث تُنبَّه الفرق الطبية بأكملها في وقت واحد لوجود حالة طوارئ. وهذا غير ممكن باستخدام الهاتف المحمول. وقال مصدر مطلع من المؤسسة الملكية الوطنية لقوارب النجاة لرويترز إن المؤسسة تستخدم أجهزة البيجر لتنبيه أطقمها. ورفضت المؤسسة التعليق.

الهواتف المحمولة

قد يكون تتبع أجهزة البيجر أصعب من تتبع الهواتف الذكية، لأنها تفتقر إلى تقنيات الملاحة الحديثة مثل نظام تحديد المواقع العالمي (جي.بي.إس). وقد جعلها هذا خياراً شائعاً بين المجرمين، خصوصاً تجار المخدرات في الولايات المتحدة في الماضي.

لكن العصابات تستخدم الهواتف المحمولة أكثر، هذه الأيام، وفقاً لما قاله كين غراي، العميل السابق بمكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي، لرويترز، "لا أعرف ما إذا كان أي شخص يستخدمها (أجهزة البيجر)...لقد انتقلوا جميعاً إلى الهواتف المحمولة والهواتف مسبقة الدفع" التي يمكن التخلص منها بسهولة واستبدالها بهاتف آخر برقم مختلف، ما يجعل من الصعب تتبعها.

وأضاف غراي، الذي خدم لمدة 24 عاماً في مكتب التحقيقات ويدرس الآن العدالة الجنائية والأمن الداخلي في جامعة نيو هيفن، أن "المجرمين تغيروا مع مرور الوقت والتكنولوجيا الأحدث". وبلغت سوق أجهزة البيجر العالمية، التي كانت ذات يوم مصدراً رئيسياً للإيرادات لشركات مثل موتورولا، 1.6 مليار دولار في عام 2023، وفقاً لتقرير صادر في إبريل/نيسان عن شركة كوجنتيف ماركت ريسيرش. ويمثل هذا جزءاً ضئيلاً من سوق الهواتف الذكية العالمية، التي قدرت بنحو نصف تريليون دولار بنهاية عام 2023.

لكن الطلب على أجهزة البيجر يتزايد مع زيادة عدد المرضى، ما يخلق حاجة أكبر للاتصال الفعال في قطاع الرعاية الصحية، وفقاً للتقرير، الذي توقع نمواً سنوياً مركباً بنسبة 5.9 بالمائة من عام 2023 إلى 2030. وذكر التقرير أن أميركا الشمالية وأوروبا أكبر سوقين لأجهزة البيجر، حيث تحقَّق 528 مليون دولار و496 مليون دولار من الإيرادات على التوالي.

(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون