لم تتمكن الطفلة وداد الهندي من مُغادرة قطاع غزة بفعل الحصار الإسرائيلي، إلا أن مهرجان "حول العالم" التراثي حملها في رحلة لاستعراض واستكشاف ثقافات مجموعة من الدول العربية والأجنبية.
وتشاركت وداد التي ارتدت الساري الهندي، ومعها المئات من زملائها وزميلاتها من مدرسة "يا هلا" التابعة لمعهد الأمل للأيتام في مدينة غزة، الأربعاء، في الاطلاع على التفاصيل والدلائل والمعالم الخاصة بمجموعة من أبرز دول العالم، عبر مجموعة من الأنشطة والفقرات والزوايا.
وبدا الطفل محمد أبو شعبان سعيداً وهو يرتدي الملابس التراثية لدولة تركيا التي لم يتمكن من زيارتها، فيما انشغلت الطفلة جوري النخالة التي ارتدت أزياء فرعونية بتفقد زوايا المهرجان برفقة والدتها.
وارتدى الطفل يوسف سكيك الزي السعودي الرسمي، وقال لـ"العربي الجديد" إنه يتمنى زيارة المملكة. أما الطفلة سارة الغفري فبدت مُتيمة بالحضارة الإسبانية، فارتدت زيها الخاص، وأكدت حبها لرقصة فلامينغو، ورأت والدتها أن المهرجان يوفر مساحة للأطفال كي يطلعوا على ثقافات العالم التي حرموا من رؤيتها.
وتضمن المهرجان التراثي، وعلى غير عادته في السنوات السابقة، فقرات متنوعة، لعرض الرموز الثقافية الخاصة بمجموعة من الدول العربية والأجنبية، عبر الأكلات، والأغاني، والفقرات الفنية والفلكلورية، وغيرها.
وتنوعت فقرات المهرجان الذي بدأ بعرض فني شارك فيه الأطفال الذين ارتدوا الأزياء الخاصة بدول مُختلفة، ومنها تركيا وماليزيا ومصر والمغرب والهند وإيطاليا وفرنسا والمغرب والولايات المتحدة وسورية والكويت. ردد الأطفال عبارات الترحيب الخاصة بهذه الدول، وتحدثوا عن ثقافاتها عبر الأكلات، والمجسمات الفنية.
وشكل الأطفال جوقة عرضت السلام الوطني الخاص بمجموعة من الدول العربية، وقدموا مجموعة من اللوحات الاستعراضية الخاصة ببعض الدول.
وضم المهرجان كذلك الأكلات المُميزة لبعض الدول العربية والأجنبية، بينها الكسكس المغربي، والبيتزا والمعكرونة الإيطالية، والتورتيلا والبطاطس بالجبنة المكسيكية، والسمبوسك والمُكسرات الهندية، والعصائر الماليزية، والحلقوم والصفائح والسلطات التركية، وغيرها.
واحتوت زوايا المهرجان على الرموز والمعالم المُمَيّزة لكل دولة، مثل برج إيفل الفرنسي، وتاج محل الهندي، والأهرامات المصرية، وبرج بيزا المائل في إيطاليا، وشُعلة الحرية في الولايات المتحدة، وأبراج ماليزيا، ومُدرجات المكسيك.
وقالت مديرة مدرسة وروضة "يا هلا" التابعتين لمعهد الأمل للأيتام، مهى نبهان، إن الأطفال في قطاع غزة يحرمون من أبسط حقوقهم، بما فيها حقهم في التنقل والسفر، بفعل الحِصار الإسرائيلي. وأضافت: "لذلك قررنا أن نأتي بالعالم إليهم، وتعريفهم على مجموعة من الثقافات البارزة".
وأوضحت نبهان، لـ"العربي الجديد"، أن المهرجان يختلف تنفيذه عن كل عام، إذ جرت العادة بأن يُحاكي مختلف تفاصيل التراث الفلسطيني، بهدف غرس القيم الوطنية في الأطفال منذ الصِغر، إلا أن العام الحالي اتخذ صبغة مُختلفة، يصطحب فيها الأطفال لمعرفة ثقافات العالم.