في إطار الحملات التضامنية المتواصلة منذ سنتين، استضافت صالة مجدلاني في حيفا، مساء السبت، الفنان محمد بكري، في أمسية تكريمية لمسيرته الفنية. وعبّر الحاضرون عن تضامنهم مع الفنان الفلسطيني، في ظل الملاحقات القضائية التي يتعرض لها بسبب فيلمه "جنين جنين" الذي وثق مجازر الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين عام 2002.
وقد افتتحت الأمسية بعرض فيلم "واجب" (2017) الذي يلعب دور البطولة فيه محمد بكري وابنه الممثل صالح بكري، ومن إخراج الفلسطينية آن ماري جاسر. ثم تكلم المخرج والممثل الفلسطيني عن الملاحقة الإسرائيلية التي يتعرض لها "منذ رأى فيلم (جنين جنين) النور وأتعرض لملاحقات على مستويات عدة: المستوى الأول يتمثل بمئات الرسائل التي وصلتني إلى البيت بالتهديد بالقتل لي ولعائلتي ولأبنائي وحرقي، نتيجة للفيلم. أما المستوى الثاني فهو الملاحقة القضائية التي بدأت في 2002، عندما منعت الرقابة الإسرائيلية عرض الفيلم، وقدّمتُ التماساً ضد قرار الرقابة الإسرائيلية. وبعد سنتين استطعنا أن نحصل على تصريح بعرض الفيلم. في هذه الأثناء، بدأت مجزرة إعلامية ضدي وضد الفيلم تخللها تشويه سمعة بشكل منهجي من قبل السلطة ومن قبل الإعلام الإسرائيلي".
وأكد بكري أثناء سرده لتسلسل الأحداث أنّ الإسرائيليين اتهموه "بتقديم دعاية فلسطينية عبر الفيلم، وأنني مدعوم من السلطة الوطنية الفلسطينية وأن الشريط مليء بالتلفيق. وبلغ بهم الكذب، أن قالوا إنني كتبت النصوص وأعطيتها للشهود الذين ظهروا في الفيلم ليقولوها".
أما بالسنبة للمسار القضائي، فذكّر بكري بأنّ "محكمة اللد المركزية أصدرت حكماً قبل سنتين بوجوب دفعي 225 ألف شيكل (66 ألف دولار تقريباً)، وكان حكماً جائراً، كما صدر قرار ثانٍ بمنع عرض الفيلم، بعدما كانت محكمة العدل العليا أجازت عرضه عام 2004".
ومن الملاحقة الإسرائيلية إلى فكرة الفيلم نفسه، قال بكري، في الأمسية، إنّ له ابن عم وهو طبيب يدعى محمود، اقترح عليه تصوير فيلم عن مجزرة جنين، وذلك نتيجة مشاهدات الطبيب هناك، حيث توجه خلال المجزرة لمعالجة الجرحى. كذلك خلال المجزرة شارك بكري في تظاهرة على حاجز الجلمة، وأطلق يومها مستوطن النار على المشاركين فأصيبت الفنانة فالنتينا أبو عقصة برصاصة في يدها. منذ تلك اللحظة حمل الكاميرا وبدأ بتصوير الفيلم.
أما هزار حجازي وهي من المبادرين لتنظيم هذه الأمسية، فقالت إنّ "فيلم (جنين جنين) له أهمية كبيرة لأنه أول ردة فعل لإنسان فلسطيني بعد هذه المجزرة الرهيبة. خرج بكري، وهو حامل الكاميرا وقلبه ليلتقي بالناس وينقل عذابهم وشهاداتهم. بالتالي لا شك، هناك أهمية كبيرة لمساندتنا له ضد محاولة طمس هذه الرواية، وهي ليست رواية محمد بكري إنما رواية الناس الذين عايشوا المجزرة".