سلكت الحملة ضدّ الفنانة اللبنانية نانسي عجرم مساراً قضائياً بعد إخبار قُدّم بحقها بجرم مخالفة قانون مقاطعة إسرائيل، وذلك على خلفية لقائها مع المدوّن الإسرائيلي إيتزيك بلاس على هامش حفلها الغنائي الأخير في قبرص.
وتعرّضت عجرم لانتقادات واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي بعد الصورة التي انتشرت لها مع المدوّن الإسرائيلي، بالتزامن مع تعرّض بلدات في القرى الحدودية جنوبي لبنان لقصفٍ عنيفٍ من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مباشرة المدنيين والأطفال، تزامناً مع حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة.
اللبنانية نانسي عجرم مع المدون السياحي الإسرائيلي إيتسيك بلاس .. pic.twitter.com/A9okb4azuk
— NawraS (@Nawras_Atta) February 19, 2024
وتقدّم المحامي اللبناني شربل عرب، أمس الخميس، بإخبار أمام النيابة العامة العسكرية بحق الفنانة نانسي عجرم، بجرم مخالفة قانون مقاطعة إسرائيل على خلفية "لقائها مجدداً ببلوغر إسرائيلي".
وبحسب المحامي عرب فإنّ "عجرم وكما هو ثابت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التقت مع بلوغر إسرائيلي وذلك للمرة الثانية، في الفترة التي يقصف فيها العدو أراضينا المقدسة ويقتل شهداءنا وأهلنا في الجنوب وفي كل لبنان، ويرتكب المجازر بحق الأطفال".
وأشار عرب في الإخبار الذي تقدّم به إلى أنّ "ذلك يشكّل مخالفة فاضحة لقانون مقاطعة إسرائيل الذي يُحرّم أي تعامل مع العدو"، لافتاً إلى أنّ "قانون مقاطعة إسرائيل يُحظّر على كل شخص طبيعي أو معنوي أن يعقد، بالذات أو بالواسطة، اتفاقاً مع هيئات أو اشخاص مقيمين في إسرائيل أو منتمين إليها بجنسيتهم أو يعملون لحسابها أو لمصلحتها، وذلك متى كان موضوع الاتفاق صفقات تجارية أو عمليات مالية أو أي تعامل آخر أياً كانت طبيعته".
ولم يصدر حتى الساعة أي تعليق أو توضيح من عجرم حول الصورة وظروف التقاطها، واكتفت بالتزامن مع الحملة عليها، بنشر صورة لها مع وسم أغنيتها "مشكلتك الوحيدة"، في إطار الترويج لها على قناتها على "يوتيوب".
كذلك، عمدت عجرم إلى إعادة نشر تغريدات المعجبين الداعمة لها، والتي تشيد بـ"وطنيّتها وإنسانيّتها ولبنانيتها"، كما نشرت صورة لها مع ابنتها من إمارة دبي.
وتفاوتت الآراء بين مدافع عن عجرم بذريعة أنها تصوّرت مع "معجب" لا تعرف جنسيته وهويته، وهي فنانة ولها ملايين المعجبين، لا يمكن أن تسأل كل شخص أراد التقاط صورة معها عن جنسيته. واعتبروا أيضاً أنها وقعت ضحية تصرّفٍ متعمّدٍ من جانب المدوّن الإسرائيلي، بهدف تعريضها لهذا الهجوم الواسع، وتحقيق أهدافٍ إسرائيلية، خصوصاً أنّ وسائل إعلام إسرائيلية تداولت الصورة على نطاقٍ واسع.
واعتبر أصحاب الرأي الآخر المنتقد للفنانة اللبنانية أنّ الصورة التُقطت على هامش حفلها الغنائي وبمكانٍ خاصّ منفرد وليس وسط حشودٍ أو فجأة مع الجمهور، ومن المفترض أن تكون عجرم تعرف هويته، خاصة أنها تبدو كأنها تتبادل الحديث معه وتلقي التحية عليه.
يأتي ذلك، في وقتٍ يتعرّض العديد من الفنانين اللبنانيين، من بينهم عجرم، لانتقاداتٍ من عدد من اللبنانيين، حول استمرارهم في إجراء الحفلات والجولات الفنية، على الرغم من الحرب المندلعة على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق أهالي الجنوب، واستشهاد المدنيين، بينهم أطفال، ومسعفون، وصحافيون، وعائلات، والدمار الهائل الذي يلحق بالقرى والبلدات الحدودية، عدا عن نزوح أكثر من 90 ألف شخص.
وسبق أن تعرّضت نانسي عجرم لانتقادات مماثلة في يوليو/ تموز 2023، بعد تداول صورة لها مع معجبة في قبرص، تبيّن أيضاً أنها إسرائيلية، ممّا عرّضها وقتها لاتهامات بالتطبيع مع إسرائيل.
وأعادت عجرم آنذاك نشر تغريدة لها تعود لعام 2017، وكتبت: "لن أقدّم شهادةً بوطنيتي لأحد، ولن أعلّق بعد الآن، فانتمائي إلى هذه الأرض وجذورها يعلو التفاهات ويبقى فوق أي اعتبار"، مرفقةً إياها بوسم "لبنانية عربية حتى الرمق الأخير".