منذ الليلة الماضية يسود الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، إثر فيديو اعتبر مسيئاً للرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، في وقت عدّه بعضهم مديحاً لعرفات وليس مسيئاً، وأن ما يتم تداوله هو فيديو مفبرك.
وتطورت الأمور حد اتهام ناشط فلسطيني مجهولين بإطلاق النار على منزله وممتلكات لعائلته، وتهديد أشخاص من حسابات مزيفة له إثر قوله إن الفيديو "مفبرك".
وأكد الناشط الحقوقي منسق تجمع "شباب ضد الاستيطان"، عيسى عمرو، من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، أنه جرى استهداف منزله ومنزل شقيقه ومحلات تجارية تعود لعائلته، بإطلاق الرصاص عليها، إضافة إلى تهديدات من حسابات مزيفة على موقع "فيسبوك"، بعد ساعات مما قال إنه كشف لحقيقة فبركة مقطع فيديو يظهر إساءة للرئيس الفلسطيني الراحل.
وطالب عمرو، الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، بالعمل على اعتقال الجناة الذين وصفهم بأنهم "خارجون عن القانون"، كما طالب بتأمين الحماية له ولعائلته وحماية حرية الرأي والتعبير ومحاسبة الفاعلين قانونياً وسياسياً.
وقال عمرو لـ"العربي الجديد": "إن مجهولين أطلقوا قرابة 30 رصاصة باتجاه منزل له قيد الإنشاء ومنزل لشقيقه، ومحلات تجارية للعائلة عند الساعة 4:10 دقائق من فجر اليوم الأحد، في منطقة سنجر في الخليل".
ووفق عمرو، فإن ذلك الاعتداء يأتي بعد ساعات من منشورات له على مواقع التواصل الاجتماعي يبين فيها أن فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لم يحوِ إساءة للرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات في إحدى مسيرات الاحتفالات في رام الله بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووصول تهديدات له عبر حسابات وهمية.
وقال عمرو: "إنه نجح في كشف حقيقة الفيديوهات المزورة التي انتشرت لإحداث فتنة داخلية بحجة الإساءة إلى الرئيس الشهيد الراحل ياسر عرفات" إذ قام بتقليل سرعة الفيديو الذي انتشر أمس، وأثار الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة نشر رواد المواقع عن احتوائه إساءة وشتماً للرئيس الراحل (أبو عمار)، وأن ذلك أظهر عدم وجود إساءة".
وأكد عمرو أنه وبعد نشر الفيديوهات التي اعتبر أنها تظهر عدم الإساءة، تعرض للتهديد من حسابات وهمية على "فيسبوك"، ووصلته من 6 حسابات تقريبا رسائل وتعليقات تقول إن عمرو يسبب الفتنة، وأن الفيديوهات تحوي بالفعل شتائم، بحسب المعلقين ومرسلي الرسائل، ووصل الأمر إلى التهديد عبر القول: "رح تشوف شو بصير فيك"، مؤكداً أن من كانوا يرسلون تلك التهديدات يحذفونها بعد دقائق.
ورجّح عمرو ارتباط الاعتداء بإطلاق النار بتلك التهديدات من الحسابات الوهمية، وما قال إنها: "جهات متنفذة"، مشيراً إلى أنه ورغم إبلاغ الأمن الفلسطيني بعملية إطلاق النار فقد وصل الأمن للمكان بعد قرابة 6 ساعات وأخذوا الرصاصات وفتحوا تحقيقاً في الحادث.
وذكّر عمرو بتهديدات تعرض لها سابقا، وقال: "إنها من حركة فتح عام 2019، حيث أصدرت الحركة بياناً يهدد بمقاطعته"، كما أشار إلى حادثة أخرى من التهجم عليه خلال مسيرة "الوحدة الوطنية" يوم الثلاثاء الماضي، في الخليل.
وحول طلب الحماية، قال عمرو: "إنه طالب رئيس الوزراء ومنظمات حقوق الإنسان بحماية كل الناشطين، وليس فقط عيسى عمرو، لأن المرحلة مرحلة فلتان أمني تستهدف ناشطي الرأي".
واعتبر عمرو أن إطلاق الرصاص كان لتحذيره من الاستمرار في نشاطه السياسي ومقدمة لاغتياله جسديا وتهديده وترهيب عائلته، وقال: "إن من يطلق النار في منطقة تخضع لأجهزة الأمن الفلسطينية يتحدى سيادة السلطة الفلسطينية ويسيء لها ولقيادتها ويشوه المشروع الوطني الفلسطيني".
في هذه الأثناء، حاول "العربي الجديد" الحصول على تعقيب عما جرى مع عمرو من الناطق الرسمي باسم الشرطة الفلسطينية، لؤي ارزيقات، لكن لم نتمكن من ذلك.
وكان قد انتشر أمس السبت، على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، اعتبر نشطاء فلسطينيون، وخاصة من حركة فتح، أنه احتوى شتماً لعرفات. ويعود الفيديو حسب النشطاء إلى المظاهرات الاحتفالية بوقف إطلاق النار في غزة فجر الجمعة الماضي، لكن نشطاء آخرين اعتبروه مدحاً لعرفات وليس إساءة إليه.