صوَّت مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي، الذراع الحكومية للقنوات والصحف الممولة من قبل الدولة، اليوم الأحد، على إعفاء رئيس الشبكة، الصحافي نبيل جاسم، من مهامه وتكليف عبد الحكيم شمخي بديلاً عنه.
وجاء ذلك بعد أكثر من شهرين على ظهور جملة من الشائعات التي أفادت بهذا القرار، جرّاء الرفض الحزبي من قبل قوى "الإطار التنسيقي" لوجود نبيل جاسم المحسوب على حكومة مصطفى الكاظمي السابقة في المنصب.
وذكرت شبكة الإعلام العراقي، في بيان، أن "مجلس الأمناء عقد جلسته الاعتيادية بحضور رئيس المجلس ونائبه وأعضاء المجلس، لمناقشة عدد من المواضيع المدرجة على جدول أعماله، كما استعرض عمل المكاتب الخارجية، كما قرّر إنهاء تكليف رئيس الشبكة نبيل محمد جاسم من مهام رئاسته الشبكة لعدم قناعة المجلس بأدائه وللمخالفات الإدارية".
كما قرّر مجلس الأمناء تكليف عبد الحكيم جاسم شمخي بمهام رئاسة شبكة الإعلام العراقي، موصياً رئيس الشبكة الجديد بتقديم تقييم مفصل بأداء دوائر الشبكة إلى مجلس الأمناء في غضون 30 يوماً من تاريخ مباشرته، فيما شدّد المجلس على رئيس الشبكة الجديد أن يعالج الأسباب الواردة في إقالة رئيس الشبكة السابق في غضون 30 يوماً من تاريخ مباشرته.
يُشار إلى أن رئيس الحكومة السابق، مصطفى الكاظمي، كان قد كلّف في يوليو/تموز 2022 جاسم بمنصب رئيس شبكة الإعلام العراقي، وعقب تكليفه، أقدم الأخير على سلسلة من الإجراءات التصحيحية في غرفة أخبار الشبكة، وسمح خلال فترة وجوده بظهور المعارضين السياسيين للأحزاب العراقية، كما نقل مشاهد الاحتجاجات المدنية وآراء الحراك المدني، التي كانت محظورة قبل توليه المنصب.
وتواصل "العربي الجديد" مع عدد من المحررين في قسم الأخبار داخل الشبكة، وقالوا إن "حراك إقالة نبيل جاسم بدأ منذ الأيام الأولى لتولي محمد شياع السوداني منصب رئيس الحكومة، وأن عدداً من المشاكل حدثت بين مجلس الأمناء، الذي يمثل الجهة التشريعية داخل الشبكة، ورئيس الشبكة الذي يمثل السلطة التنفيذية.
وأضاف أحدهم أن "القرار الذي صدر اليوم يمثل انتصاراً للإرادة الحزبية على إرادة مبدأ الخبرة والتخصص في العمل الإعلامي"، مبيناً أن "الرئيس الجديد عبد الحكيم جاسم شمخي ينتمي إلى أحد الأحزاب النافذة".
لكن القيادي في تحالف "الإطار التنسيقي"، عائد الهلالي، اتهم الرئيس المقال نبيل جاسم بأنه "تسبب بأخطاء وعدم توازن في الخطاب، وقد سمح في أكثر من مناسبة بظهور إساءات بحق شخصيات عراقية، لا سيما القضاء العراقي الذي كان يُتهجم عليه عبر ضيوف ظهروا في برامج يُعرفون بتوجهاتهم السياسية"، وفقاً لقوله.
وأكمل الهلالي، في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، أن "التغيير في المناصب مع بداية عمل كل حكومة هو أمر طبيعي، ويأتي ضمن خطط استراتيجية للتغيير، وهو ليس فعل انتقامي، والدليل أن الإقالة لم تكن من رئيس الوزراء، بل عبر تصويت مجلس الأمناء".
وتباينت ردود الفعل من صحافيين وناشطين على قرار إقالة نبيل جاسم، لكن الخبر حظي باهتمام المدونين المحسوبين على الأحزاب الدينية وتحديداً "الإطار التنسيقي"، بينما وجد آخرون أن من غير المنطقي تعيين ممثل في منصب رئيس شبكة الإعلام في إشارة إلى المهنة الأصلية لرئيس الشبكة الجديد.
وغرّد أحمد الذواق، وهو أحد أبرز الأصوات المدافعة عن أحزاب الإطار التنسيقي، بأنه "اليوم انتهى نبيل، شكراً مجلس الأمناء على هذا القرار راح ندعم البديل إذا نجح وننتقد إذا فشل".
الحمدلله انتهى نبيل جاسم (ابا مفلس)
— احمد الذواق (@Al_thawaq) January 8, 2023
الكل وقف ضدي من اصدقائي الاعلاميين وخسرت بعض من احبهم بسبب نبيل لان كان يتصل بيهم ويشكي مني
اليوم انتهى نبيل
شكرا مجلس الامناء على هذا القرار راح ندعم البديل اذا نجح وننتقد اذا فشل pic.twitter.com/jyVTLTWv29
بينما علقّت مقدمة البرامج العراقية خمائل خليفة، على صفحتها في "فيسبوك"، بأنه: "يعني صدك مهازل الدنيا نشوفها بهذا البلد، اعتراضي ليس على قرار إقالة نبيل جاسم، بس هل يعقل تكليف فنان (ممثل)؟".