الرسائل الإسرائيلية للبنانيين... هكذا تحصل تقنياً

24 سبتمبر 2024
نازحون من جنوب لبنان في بيروت (حسين بيضون)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الهجمات الإسرائيلية والرسائل المجهولة: تصاعد الغارات الإسرائيلية على لبنان يتزامن مع تلقي اللبنانيين رسائل تهديدية مجهولة المصدر تدعوهم لإخلاء منازلهم، مما يثير القلق بين السكان.

- تقنيات إرسال الرسائل والاتصالات المشبوهة: تُرسل الرسائل عبر تطبيقات مثل واتساب وتليغرام باستخدام حسابات وهمية، ويستغل الاحتلال الإسرائيلي داتا الاتصالات وتقنية "ماسكينغ" لإظهار الأرقام وكأنها لبنانية.

- نصائح وتوصيات لمواجهة الرسائل المشبوهة: منظمة سمكس نصحت بعدم الاتصال بالأرقام المشبوهة أو النقر على الروابط، والتبليغ عنها للجهات الأمنية، مع توصيات بتدقيق تقني لتتبع مصدر الرسائل.

بينما يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات هي الأعنف على لبنان منذ بدء العدوان على غزة وإعلان حزب الله عن فتح جبهة مساندة على الحدود، يتلقّى اللبنانيون رسائل على هواتفهم المحمولة مجهولة المصدر وغير مفهومة، أو تتضمّن تهديدات ودعوات لإخلاء المنازل في مناطق محددة. وحصل هذا الأمر أمس الاثنين، حين تلقّى لبنانيون عبر أرقامهم الشخصية رسائل واتصالات، من أرقام أجنبية ومحلية، تدعوهم إلى "إخلاء أماكنهم"، وفق وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري الذي تلقّى مكتبه أيضاً الرسائل الإسرائيلية.

ووفقاً لمنظمة سمكس (SMEX) للحقوق الرقمية، ومقرّها العاصمة اللبنانية بيروت، فقد تكون الرسائل الإسرائيلية الأخيرة قد أرسلت عبر تطبيقاتٍ متوفرة عبر الإنترنت، ومتعاقدة مع شركات متعاقدةٍ بدورها مع وكالاتٍ محلية. في العادة، تُرسَل هذه الرسائل إلى المستخدمين في مكانٍ ما عن طريق وكالة محلّية بهدف الترويج لسلعةٍ أو خدمة معيّنة، وتستهدف أشخاصاً في مكانٍ محدد، سبق أن أعطوا أرقامهم لمحال تجارية. وأشارت "سمكس" إلى أن هذه الرسائل قد تكون وجهت عبر منصّات متعاقدةٍ مع وكالات محلية متعاقدة بدورها مع مشغّلي الاتصالات في لبنان.

وفيما يخص الرسائل الموجهة على تطبيقات المراسلة مثل "واتساب" و"تليغرام"، فإنها أكثر سهولة من الرسائل القصيرة، وفقاً لـ"سمكس"، لأنّ المرسل قادرٌ على إنشاء حسابات وهميّة على هذه التطبيقات، عبر خطوط هاتف يمكن شراؤها أو تشغيلها عبر الإنترنت. يفعّل المرسل بعدها هذه الحسابات، ويبدأ بإرسال الرسائل المشبوهة، وعادةً ما يلجأ إلى مولّدات أرقام عشوائية (generators) في بلدٍ معين. في هذه الحالة، يعمل الاحتلال على استهداف سكّان منطقة معينة بالرسائل بفضل داتا الاتصالات التي يملكها. بالإضافة إلى ذلك، يكثر الترويج لمجموعات على تطبيق "واتساب" وغيره تدّعي المساعدة في عمليات الإخلاء والإنقاذ. وقد تبيّن أنّ بعض هذه المجموعات هي من صنع الاحتلال الإسرائيلي.

وليس بالضرورة أن تُجرى الاتصالات التي ترِد من رقمٍ لبناني وذات محتوى إسرائيلي من لبنان حصراً، ولا أن يكون السبب في ذلك وقوع خرقٍ معين. قد يكون المرسل قد استخدم تقنية "ماسكينغ" (masking) التي تمكّنه من جعل رقم المتصل يظهر وكأنّه في لبنان، بينما يمارس نشاطه من مكانٍ آخر. وعادةً ما يكون المتحدّثون في هذا النوع من الاتصالات آلاتٍ تشغّل التسجيل الصوتي عند الإجابة.

وقد صرّح رئيس هيئة أوجيرو التي تدير البنية التحتية للاتصالات في لبنان عماد كريدية، الاثنين، بأنّ "نحو 80 ألف مكالمة وصلت إلى مختلف المناطق في لبنان تشغّل رسالة مسجلة مسبقاً تأمر الناس بإخلاء منازلهم". وشرح كريدية أنّ الإسرائيليين "يرسلون مجموعة من التسجيلات الصوتية الآلية عبر شركات الاتصالات الدولية، ولا يتعرف النظام عليها على أنها مكالمات إسرائيلية، ومعظمها يتم إنشاؤها على أنها مكالمات قادمة من دولة صديقة"، وأضاف أنّها "تقنية قديمة" استخدمتها إسرائيل أيضاً خلال حرب 2006.

في حالات محدّدة، تصل الرسائل الإسرائيلية إلى أشخاصٍ يزعم جيش الاحتلال أنّه يعرفهم، وفق آلية اعتراض الإشارة، لا اختراق الهواتف. يمكن أن يحصل هذا، وفق الفريق التقني في "سمكس"، من خلال رصد الهاتف المتصل بالشبكة والإنترنت، وتحديد أقرب هوائيّ (Antena) لتحديد موقع الشخص المتصل به، على سبيل المثال لا الحصر. ويمكن أيضاً لطائرة بدون طيّار إسرائيلية اعتراض الإشارات بين هذا الهوائي وجميع الهواتف المتصلة به، فتُزوّد الطائرة بجميع الأرقام المتصلة، لتتمكّن من الاتصال وإرسال الرسائل القصيرة لهذه الأرقام.

عند إجراء تدقيقٍ تقنيّ، يمكن لمشغّلي شبكات الاتصالات تتبّع مصدر الاتصالات والرسائل، لا سيما التي تُجرى عبر الشبكات العادية، مثل الخط الأرضي والخليوي. خلال الأسبوع الماضي، كشفت بعض التقارير الصحافيّة في لبنان إمكانيّة الوصول إلى مصدر الرسائل المشبوهة التي تلقّاها اللبنانيون. وقد أعلن وزير الاتصالات جوني القرم، الأحد، توقيف عددٍ من مرسلي رسائل نصيّة مشبوهة إلى هواتف المواطنين.

ونصحت "سمكس" اللبنانيين باتباع الإجراءات التالية: عدم الاتصال بالرقم المشبوه أو توجيه رسائل قصيرة له، وعدم النقر على أي روابط حتى تلك التي تصل من جهات معروفة، والتبليغ عن مثل هذه الاتصالات للجهات الأمنية، وعدم الانضمام إلى أي مجموعات عبر "واتساب" أو غيره في حال عدم معرفة هوية من يديرها، وإزالة إمكانية الإضافة إلى مجموعات "واتساب" إلّا من قبل جهات الاتصالات المحفظة.

المساهمون