المغنون ودراما رمضان... دقائق بآلاف المتابعين
تشكل الشارة الغنائية للأعمال الدرامية هدفاً إضافياً، يسعى إليه المنتجون، ويجتهدون في توظيف شهرة المغني لكسب جمهور إضافي للمسلسل.
الظاهرة تحولت في السنوات الأخيرة إلى هدف يجمع بين مصلحة المغني أولاً، في حضوره طيلة أيام شهر رمضان، من خلال الشارة، وبين بعض شركات الإنتاج، على الأقل بالنسبة للترويج. معادلة بسيطة جداً، دخلت مؤخراً على خطّ النجاح الأوفر للمغنين، وزيادة في عدد المتابعين، وتختار شركات الإنتاج لهذا الغرض مجموعة من المغنين الناجحين، أو الذين يحققون شهرة عالية، من خلال تفاعل المتابعين مع أغنياتهم.
إليسا، وأدهم النابلسي، وملحم زين، ومعين شريف، ونوال الزغبي، وناصيف زيتون، وشيرين، وفضل شاكر.. أسماء حققت خلال السنوات الأخيرة تقدماً ملحوظاً في مشاركتها غناءً ضمن المسلسلات الدرامية.
في عام 2018، ظهر المغني السوري ناصيف زيتون في مشهد من الجزء الثاني من مسلسل "الهيبة" (إخراج سامر البرقاوي). ورغم عدم أهمية المشهد غير المبرر لظهور ناصيف زيتون يناظر مواطنه تيم حسن لدقائق معدودة، حصد الفيديو (ثلاث دقائق) أكثر من 3 ملايين ونصف مشاهدة، بحسب ما تظهر نتائج يوتيوب.
وهذا بحد ذاته يعتبر ترويجاً للممثل والمغني في آن.
قبل يومين، وزعت شركة "إيغل فيلم"، المنتج المنفذ لمسلسل "للموت"، نص نادين جابر، وإخراج فيليب أسمر، الفيديو الترويجي الأول، مصوّراً لابطال العمل: ماغي بوغصن، ومحمد الأحمد، وخالد القيش، ودانييلا رحمة، وباسم مغنية. موسيقى الفيديو الذي لا يتجاوز دقيقة واحدة، تُختتم بظهور المغني السوري ناصيف زيتون، تماما كماً هو حال زملائه في المسلسل.
يبدو أن المنافسة بين شركات الإنتاج اللبنانية تعمل على خط الاستنساخ، أو تقليد بعضها في الأعمال الدرامية، خصوصاً المتعلقة بموسم رمضان. ربما يجد المغنون أنفسهم أيضاً في فترة استراحة خلال شهر رمضان، وعليهم البقاء تحت الضوء. فكيف الحال اليوم مع هبوط نشاط هؤلاء عقب انتشار فيروس كورونا ومعاناتهم في التواصل المباشر مع الناس من خلال الحفلات والمهرجانات.
لا يقتصر الطرح على التبادل الترويجي القائم بين شركات الإنتاج والمغنين أنفسهم، بل يقودنا هذا إلى السؤال حول الأرباح التي تحققها الأغنية/الشارة، على المواقع البديلة التي تحولت إلى مقياس آخر لنجاح المسلسلات، خصوصاً تلك التي تعرض على المنصّات أولاً.
تعود معظم العائدات المالية التي تُحصل عبر المواقع البديلة إلى الشركة التي ينتسب إليها المغني، ويجري بالتالي الاتفاق بينها وبين شركة الإنتاج الدرامي لتبادل هذه الأرباح في حال نص العقد المتبادل بين الطرفين على ذلك. فيما يتراوح أجر المطرب على غناء الشارة بين 15 ألف دولار أميركي، ليصل أحياناً إلى 40 ألف دولار، لقاء تنازله للشركة عن صوته.
هكذا تُرسم خطط الترويج للأعمال الدرامية، خصوصاً تلك المصورة لموسم الدراما في شهر رمضان، على اعتبار أنها الأكثر متابعة. في المقابل، وبعد اجتياح فيروس كورونا العالم، فضل بعض المنتجين الموسيقى التصويرية بدلاً عن الشارة "الأغنية"، وذلك من باب التوفير.