تواصل الصحافة والإعلام المصري تجاهل الأخبار حول حادث تصادم في محافظة البحر الأحمر، ذهبت ضحيته شابة، بعدما قيل إن نجل الملياردير الموالي للنظام كامل أبو علي متورط فيه.
خلال الأيام الماضية، انشغل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بحادث سير في طريق منتجع "سهل حشيش" في محافظة البحر الأحمر، أسفر عن وفاة ماي إسكندر، بسبب القيادة المتهورة بسرعة جنونية في حالة سكر لنجل الملياردير الموالي للنظام كامل أبو علي، حسب رواية أصدقاء الضحية الذين حولوا المسألة إلى قضية رأي عام.
ورغم مرور أيام على الحادث والغضب الواسع الذي عبّر عنه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي من المصريين، فقد تجاهلت الصحف والمواقع الخبرية والفضائيات القضية، ثم عمدت إلى النشر عنها من دون ذكر اسم كامل أبو علي، والاكتفاء بالقول إنه "رجل أعمال شهير" في بعض المواقع الإخبارية.
وبحلول مساء يوم الجمعة، حاول عمرو أديب على فضائية "إم بي سي مصر"، في برنامجه "الحكاية"، الرد على انتقادات المغردين، زاعماً "مافيش في مصر طرمخة على حد ابن وزير أو ابن قاضي أو ابن مذيع أو ابن ضابط كله تحت القانون".
وفي مداخلة هاتفية تحدّث مع أستاذ القانون الجنائي في "جامعة القاهرة"، أسامة عبيد، عن توصيف الحادث، والاحتمالات القانونية للقضية، في محاولة منه لتبرئة النظام من أي محاباة لرجل الأعمال المعروف.
من جهة ثانية، عبر المغردون عن تشاؤمهم حيال ما ستسفر عنه التحقيقات في القضية، مستحضرين قضايا مشابهة، كان فيها الانحياز للواسطة والمحسوبية، وأحدثها قضية "ابن المستشار" الشهيرة.
وكانت الناشطة الحقوقية منى سيف من الناشرين عن القضية، وكتبت: "مين هيجيب حق البنت دي من ابن كامل ابو علي؟ مين يهدي جزء من وجع أهلها بإن على الأقل الشخص المستهتر اللي تسبب في وفاتها يتحاكم ونحمي الناس في الشارع من أذاه؟ خاصة انه يبدو دي مش أول مرة يعمل حادثة كبيرة... في انتظار بيان وتحركات جادة من المستشار حمادة الصاوي".
كما قال المذيع الرياضي عبد الناصر زيدان، المستبعد بعد خلافه مع المستشار مرتضى منصور: "إبن رئيس نادي جماهيري سابق كان سايق سيارته وهو سكران وماشي عكس الإتجاه وأصاب فتاه وماتت ووالده عارض عشرة ملايين جنيه على أسرتها للتنازل عن القضية وعائلة البنت رافضه التصالح... وهذه ثالث حادثه لنفس الشخص... والإعلام يتجاهل الكتابة مجاملةً لأبوه".
وكتب الصحافي أحمد خير الدين: "يبدو أننا على موعد مع قصة ظلم وافترا فاجر جديدة شبيهة بقصص مسلسلات التاسعة. مهندسة شابة في طريق عودتها لبيتها في أوبر تضربها سيارة دخلت في الاتجاه المعاكس فتفارق الحياة. السائق ابن رجل أعمال شهير وصاحب أكثر من سابقة احداها أصابت أكثر من عشرين شخص في اوتوبيس سياحي عام 2012. حتى الآن لم تنشر الصحف أي شيء عن الواقعة، عائلة وأصدقاء الفقيدة كتبوا على صفحاتهم متخوفين من ضياع حقها، ومقارنين بين الصمت والتهاون في ارواح الناس والفزع والاستنفار في قضايا تافهة لا تضيع عمر شابة في الثلاثينيات. متى يصدر بيان من النيابة العامة خاتمته رسالة ودرس مستفاد عن الاستهتار وعاقبة اهمال الآباء في التربية، أم أن النصائح مقتصرة على مستخدمي التيك توك؟".