- ناسا تعلن أن الصور الجديدة توفر فهمًا أعمق لكيفية تفاعل سحب الغبار مع الضوء وتكشف عن البنية المتعددة الأبعاد للسديم، مما يعزز المعرفة العلمية حول هذه الظاهرة الكونية.
- جيمس ويب، الذي أطلقته ناسا بنهاية 2021، يثبت قدرته على تغيير فهمنا للكون، من خلال رصده لأبعد المجرات ودراسة الكواكب الخارجية والنجوم، مؤكدًا على أهميته في استكشاف العصور المبكرة للكون.
التقط التلسكوب الفضائي ذو القدرات الكبيرة جيمس ويب صوراً هي الأكثر تفصيلاً حتى اليوم لسديم رأس الحصان، أحد أكثر الأجسام الكونية شهرة، وفق ما أعلنته وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، الاثنين.
وتُظهر هذه الصور الجزء العلوي من "عرف" الحصان، وتكشف للمرة الأولى الهياكل الأصغر التي تشكل حافة السديم، وهو سحابة عملاقة من الغاز والغبار. يبدو السديم الذي يقع في كوكبة أوريون القريبة شبيهاً بشكل رأس حصان وعنقه.
ويشكّل التلسكوب الفضائي جيمس ويب، الذي يتمركز على مسافة 1,5 مليون كيلومتر من الأرض ويعمل بالأشعة تحت الحمراء، تحفة تكنولوجية وهندسية ويستطيع الكشف عن تفاصيل لا يمكن رؤيتها بواسطة التلسكوبات الأخرى.
Horsehead Nebula: Yeigh or Neigh? 🐴
— NASA Webb Telescope (@NASAWebb) April 29, 2024
The Horsehead Nebula is famously known for…looking like a horse’s head. Webb captured the top of the "horse's mane," giving us the sharpest infrared images of the region to date: https://t.co/2SDdbAOkYM pic.twitter.com/0zWxukU4EA
وأوضح بيان "ناسا" أن الصور ونتائج الرصد، التي أُعلنت الاثنين، أتاحت لعلماء الفلك معطيات أفضل عن كيفية إصدار سحب الغبار هذه الضوء وحجبها إياه، وعن "الشكل المتعدد الأبعاد" للسديم. كما نشرت النتائج في مجلة أسترونومي أند أستروفيزيكس العلمية.
أبهر سديم رأس الحصان عشاق الفضاء منذ اكتشافه في أواخر القرن التاسع عشر، وتبددت سحب الغاز التي كانت تحيط به، لكن بنيته بقيت حاضرة وظاهرة، لأنه مكون من مادة أكثر سمكاً. مع العلم أنّ العلماء يتوقعون أن يتفكك هو الآخر في غضون نحو خمسة ملايين سنة.
ومنذ بدء مهمته، نال "جيمس ويب" اهتماماً واسعاً من علماء الفلك بفضل صوره الدقيقة التي لم يسبق لها مثيل، فقد رصد أبعد مجرّة اكتُشِفَت على الإطلاق، وقاس للمرة الأولى درجة حرارة الكواكب الصخرية البعيدة، وراقب نجوماً حديثة وثقوباً سوداء. كما أحدث تغييراً كبيراً في المعرفة عن الكون، وكثرت الدراسات العلمية المستندة إلى عمليات الرصد التي ينفذها.
وتتمثل إحدى المهام الرئيسية للتلكسوب في استكشاف العصور المبكرة للكون، كذلك يركّز أيضاً على دراسة الكواكب الخارجية الواقعة خارج المجموعة الشمسية. ويُفترض أن يساعد أيضاً في فهم تكوين النجوم ودورة حياتها بشكل أفضل.
وتوج إرسال التلسكوب جيمس ويب، بواسطة صاروخ من نوع "أريان 5" في نهاية عام 2021، رحلة طويلة أطلقتها وكالة الفضاء الأميركية قبل أكثر من ثلاثة عقود، وهو خلف التسلكوب الفضائي هابل الذي لا يزال في الخدمة.
(فرانس برس)