في مرحلة البلوغ تزيد المشكلات التي يمكن التعرض لها نظراً للتغييرات الهرمونية التي تحصل في جسم المراهقة. لذلك، تبدو هذه المرحلة أكثر دقة، وتتطلب المزيد من الحرص في العناية بالبشرة، تجنباً للتحديات التي تمكن مواجهتها.
يشير الطبيب إيليو كيشيشيان إلى أن من هذه المشكلات ما له علاقة بالتغييرات الهرمونية، ومنها ما يرتبط بالسلوك الخاطئ في العناية بالبشرة، وبشكل خاص تنظيف البشرة في مختلف الأوقات، ومنها ما له علاقة أيضاً بكثرة التعرض لأشعة الشمس من دون اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
في عمر 11 أو 12 سنة، ترتفع مستويات الهرمونات ويزيد احتمال ظهور حب الشباب سواء لدى الصبيان أو لدى الفتيات، وقد يدوم ذلك طويلاً ويستمر حتى مرحلة الرشد، خصوصاً في حال عدم التعامل مع المشكلة بالشكل الصحيح، فنسبة 85 إلى 90 في المائة من المراهقات والمراهقين سيعانون مشكلة حب الشباب، بما أن أسبابها هي نفسها، ويزيد هذا الاحتمال إذا كان الأهل قد واجهوها أيضاً.
حب الشباب يمكن أن يظهر من خلال الرؤوس السوداء أو الروؤس البيضاء أو البثور الحمراء التي قد تلتهب. إنما كلّها تعتبر من أنواع حب الشباب التي قد تظهر في مرحلة المراهقة بشكل خاص، وهي مرتبطة ببعضها، بما أن أساس المشكلة هو في زيادة الإفرازات الدهنية نتيجة التغييرات الهرمونية والتغييرات الحاصلة على مستوى البكتيريا. وقد يكون للعامل الوراثي دور في ظهور حب الشباب، إضافة إلى العوامل الخارجية التي قد يتعرض لها المراهق ومنها الكمامة التي تسببت بظهور مشكلات جلدية عدة غير معتادة، خصوصاً في أيام الحر بوجود عوامل مساعدة لظهور حب الشباب.
في فصل الصيف، تعتبر السباحة من الأنشطة التي يقوم بها المراهقون، ويتعرضون في الوقت نفسه بكثرة إلى أشعّة الشمس. لا بد من التشديد على أهمية الحرص على الوقاية باستخدام الكريم الواقي من الشمس كل ساعتين، للحد من كل المشكلات التي يمكن أن تنتج عن ذلك. كما يجب الحد من التعرض لأشعة الشمس لأن هذا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد في المستقبل. من جهة أخرى، يشير الدكتور كيشيشيان إلى أنه في موسم البحر، يميل المراهقون إلى التنقل حفاة الأقدام في المسابح، وهذا ما يعرضهم لخطر الإصابة بالفطريات. لذلك من المهم انتعال الأحذية طوال الوقت في المسابح.
من المشكلات التي تواجه المراهقة أيضاً ظهور الوبر غير المرغوب فيه في مواضع مختلفة في الوجه أحياناً أو في الجسم. يعتبر الدكتور كيشيشيان ذلك طبيعياً، ويجب ألا تقلق المراهقة بشأنه، والأهم ألا تحاول إزالته، لأن ذلك يزيد المشكلة سوءاً في هذه المرحلة. أما إذا كان الوبر طويلاً في مواضع ظاهرة مثلاً فيمكن قصّه قليلاً. أما في مواضع غير الوجه فيمكن إزالته بالشمع، فيما يُترك الوبر في البطن حتى يتساقط تلقائياً أو يخف مع حصول توازن في مستويات الهرمونات أو حتى تبلغ المراهقة سناً تسمح لها بإزالته. لكن يجب عدم اللجوء إلى الليزر قبل سن 18 سنة، وإلا فلا فائدة من ذلك، لأنه يعمل بعكس الهرمونات، وسرعان ما ينبت الشعر مجدداً بعد إزالته.
تجب معالجة حب الشباب في مرحلة مبكرة، وعدم إهمالها، لأنها مشكلة تتفاقم مع الوقت، خصوصاً أن المراهقين يميلون إلى لمس البثور، فيزيد خطر تعرُّضها للالتهاب وترك آثار يكون علاجها أكثر صعوبة، ويتطلب المزيد من الوقت. أما العلاج في أولى المراحل، فيكون أكثر سهولة. ويراوح العلاج بين المراهم والمضادات الحيوية، وصولاً إلى أدوية أكثر تأثيراً تعتمد بعد سن 18 سنة.
ومع بدء العلاج يجب الحرص على تنظيف البشرة وإزالة الرؤوس السوداء بالطريقة الصحيحة لدى اختصاصي للحد من حب الشباب. ويجب غسل البشرة جيداً بالماء والصابون صباحاً ومساءً لإزالة الأوساخ، وأخيراً من الضروري استخدام المستحضرات ووسائل التنظيف والصابون الخالية من الزيوت للمراهقين الذين يعانون بشرة دهنية، لأنهم أكثر عرضة لظهور حب الشباب.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
