على الرغم من الحظر الكامل لأيّ فعاليات أو تظاهرات مناهضة للحرب في أوكرانيا، إلّا أنّ عدداً من سكان موسكو يواصلون منذ نحو ثلاثة أسابيع، إحضار باقات من الزهور إلى تمثال الشاعرة الأوكرانية، ليسيا أوكراينكا، الموجود وسط موسكو، حداداً على أرواح ضحايا الضربة الصاروخية على مدينة دنيبرو الأوكرانية في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي.
ومن أجل منع أيّ احتجاجات عفوية في محيط التمثال، أزال عمال النظافة باقات الزهور في الأيام الأولى بعد واقعة دنيبرو، بينما تولت سيارة شرطة المراقبة الدورية للحديقة التي يوجد فيها التمثال، مع انتشار أنباء عن اعتقال عدّة أشخاص.
ومع ذلك، عاد بعض سكان موسكو لوضع بضع باقات من الزهور مرّة أخرى بعد انسحاب دورية الشرطة، وفق ما رصده "العربي الجديد" خلال جولة في محيط تمثال ليسيا أوكراينكا.
وأدّت واقعة دنيبرو في 14 يناير/ كانون الثاني إلى مقتل أكثر من 40 شخصاً، بعد أن انهار قسم من بناية سكنية متعددة الطوابق جراء انفجار، إثر سماع إنذار جوي في كافة أنحاء أوكرانيا.
وفي الوقت الذي حمّلت فيه كييف القوات الروسية المسؤولية، زعمت موسكو أن الدفاع الجوي الأوكراني يتحمّل مسؤولية قصف المبنى، وهي رواية ذكرها أيضاً مستشار مكتب الرئيس الأوكراني، أوليكسي أريستوفيتش، ممّا اضطره إلى الاستقالة من منصبه.
تعدّ لاريسا كوساتش (1871 - 1913)، واسمها المستعار ليسيا أوكراينكا، واحدةً من أشهر الأديبات الأوكرانيات، والتي تميّزت بجمعها بين أجناس أدبية مختلفة كالنثر والشعر والترجمة الأدبية.
بسبب إصابتها بالسل في الصغر، اضطرت أوكراينكا للسفر كثيراً حول العالم لتلقي العلاج في القرم والقوقاز وألمانيا وسويسرا وإيطاليا ومصر، حيث ألفت سلسلة بعنوان "الربيع في مصر" أطلعت القارئ الأوكراني من خلالها على طبيعة البلاد وعادات أهلها.
ومن اللافت أنّه رغم مرور قرابة عقدٍ على الأزمة السياسية بين البلدين، وعلى الرغم من مرور قرابة عامٍ على بداية الحرب الروسية في أوكرانيا، إلّا أنّ العديد من المواقع في العاصمة موسكو، خصوصاً على الضفة الغربية لنهر موسكفا، لا تزال تحمل أسماء أوكرانية.
ومن بين هذه المواقع شارع أوكرايينسكي بولفار، حيث يتواجد تمثال أوكراينكا، ومحطة كييفسكايا التي كانت تنطلق منها قطارات باتجاه كييف قبل الحرب، وواحد من أفخر فنادق موسكو راديسون أوكرانيا".
من جانب آخر، تم تغيير اسم أحد الشوارع الرئيسية في كييف من "موسكوفسكي بروسبكت" إلى "بروسبكت ستيبان بانديرا" في عام 2016 تخليدا لاسم الزعيم القومي الأوكراني، ستيبان بانديرا، الذي تعاون مع الاحتلال النازي لمواجهة موسكو خلال الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945).
كذلك، استبدلت أسماء ما يقارب ألف بلدة ونحو 50 ألف شارع وميدان في إطار تطهير البلاد من كلّ ما يتعلق بالماضي السوفييتي.