طور فريق من باحثي "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" في الولايات المتحدة، استراتيجية للعلاج المناعي لمرض سرطان البنكرياس الذي يعد أحد أكثر أنواع السرطانات فتكاً، ويقتل قرابة 60 ألف أميركي كل عام. أجريت الدراسة على الفئران وأثبتت أنه يمكن القضاء على أورام البنكرياس في الفئران بنسبة كبيرة.
غالبا ما تصبح أورام البنكرياس مقاومة لبعض العلاجات الكيميائية، لكن أظهر المزيج الدوائي المستخدم في التجربة الجديدة إمكانية مبكرة لعلاج هذا المرض، ومن المتوقع أن يدخل العلاج الجديد، وهو مزيج من ثلاثة أدوية تساعد في تعزيز دفاعات الجسم المناعية ضد الأورام، في التجارب السريرية في وقت لاحق من هذا العام.
ويتوقع الباحثون في الدراسة الجديدة التي نشرت يوم 6 أغسطس/ آب في دورية "Cancer Cell" أنه إذا أدى هذا النهج إلى استجابات دائمة لدى المرضى، فسيكون له تأثير كبير على حياة المرضى، لكننا نحتاج إلى معرفة كيفية أدائه فعليا في التجارب السريرية.
تتكون تركيبة الأدوية الثلاثية من جسم مضاد ناهض CD40 ومثبط PD-1 ومثبط TIGIT. وجد الباحثون أن هذا المزيج أدى إلى تقلص أورام البنكرياس في حوالي 50 في المائة من الحيوانات التي خضعت لهذا العلاج
وقال المؤلف الرئيسي في الدراسة، ويليام فريد باستور، باحث ما بعد الدكتوراه في "معهد كوخ لأبحاث السرطان التكاملي" Koch Institute For Integrative Cancer Research at MIT التابع لـ"معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" إنه حتى الآن ليس لدينا الكثير من الخيارات الجيدة لعلاج سرطان البنكرياس، لأنه مرض مدمر من الناحية السريرية.
وأضاف باستور في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّه إذا أدى هذا النهج إلى استجابات دائمة لدى المرضى، فسيكون له تأثير كبير على الأقل في مجموعة فرعية من حياة المرضى. وتتكون تركيبة الأدوية الثلاثية من جسم مضاد ناهض CD40 ومثبط PD-1 ومثبط TIGIT. وجد الباحثون أن هذا المزيج أدى إلى تقلص أورام البنكرياس في حوالي 50 في المائة من الحيوانات التي خضعت لهذا العلاج.
وفقا لنتائج الدراسة، اختفت الأورام تماماً في 25 في المائة من الفئران، بالإضافة إلى ذلك لم تعاود الأورام النمو مرة أخرى بعد توقف العلاج.
يحتوي الجهاز المناعي للجسم على الخلايا التائية التي يمكنها التعرف على الخلايا التي تعبر عن البروتينات السرطانية وتدميرها، ولكن معظم الأورام تخلق بيئة مثبطة للمناعة بدرجة عالية تعطل هذه الخلايا التائية، مما يساعد الورم على البقاء.
يعمل العلاج بنقاط التفتيش المناعي عن طريق إزالة الكوابح التي تعيق عمل الخلايا التائية، وتجديد شبابها حتى تتمكن من تدمير الأورام. تستهدف فئة واحدة من أدوية العلاج المناعي التي أثبتت نجاحا في علاج العديد من أنواع السرطان التفاعلات بين بروتين مرتبط بالسرطان يعمل على إيقاف الخلايا التائية، وبروتين الخلية التائية.
من خلال العمل مع مؤسسة Lustgarten لأبحاث سرطان البنكرياس، سعى فريق "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" للبحث عن شركتين صيدلانيتين لديهما مثبط PD-1 ومثبط TIGIT وجسم مضاد CD40 قيد التطوير. لم تتم الموافقة على أي من هذه الأدوية من قبل إدارة الغذاء والدواء حتى الآن، لكنّ كلاً منها وصل إلى المرحلة الثانية من التجارب السريرية التي من المتوقع أن تبدأ على المجموعة الثلاثية في وقت لاحق من هذا العام.
يستخدم هذا العمل نماذج فئران متطورة للغاية ومهندسة وراثياً للتحقيق في تفاصيل تثبيط المناعة في سرطان البنكرياس، وقد أشارت النتائج إلى علاجات جديدة محتملة لهذا المرض الخطير. إلى جانب التجربة السريرية، يخطط فريق "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" لتحليل أنواع أورام البنكرياس التي قد تستجيب بشكل أفضل لهذه التركيبة الدوائية.
يجري الفريق المزيد من الدراسات على الحيوانات لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم تعزيز فعالية العلاج بما يتجاوز 50 في المائة التي رأوها في هذه الدراسة
كما يجري الفريق المزيد من الدراسات على الحيوانات لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم تعزيز فعالية العلاج بما يتجاوز 50 في المائة التي رأوها في هذه الدراسة.
وتأتي هذه الدراسة الجديدة بعد عقود من محاولات إيجاد علاجات أو حتى أساليب وقائية للحماية من سرطان البنكرياس وذلك بسبب سرعة انتشار هذا النوع من الأورام، وتأثيره السريع على صحة المريض، إذ تتدهور حالته بشكل أسرع من باقي أنواع السرطانات. لذلك تفتح دراسة "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" باباً جديداً قد يتوسّع ليشمل أنواعاً اخرى من السرطانات.