انطلقت، الخميس، الانتخابات التشريعية في باكستان، وسط إجراءات أمنية مشددة ومن دون وقوع أعمال عنف كبيرة، فيما أثار قرار الحكومة بقطع شبكات الهواتف والإنترنت غضب السياسيين والناخبين.
ورغم الخشية من وقوع عمليات إرهابية، إلا أن عملية الاقتراع تسير بسلاسة منذ الثامنة صباحاً من دون عقبات كبيرة في معظم أنحاء البلاد، باستثناء مدينة كراتشي في إقليم السند، حيث تأخر انطلاق الانتخابات عدة ساعات لأسباب أهمها: عدم وصول طاقم المراكز وتوقف شبكات الهواتف والإنترنت.
وتوقفت شبكات الهواتف النقالة والإنترنت عن العمل بشكل كامل صباح اليوم، ومن دون إعلان مسبق، في جميع مناطق باكستان.
وعلى الرغم من تأكيدها، أمس، أنها لا تعتزم تعطيل شبكات الهواتف والإنترنت، إلّا أن وزارة الداخلية الباكستانية أصدرت بياناً، اليوم، أكّدت فيه أنها أوقفت شبكات الهواتف والإنترنت، بهدف "التصدي لأعمال عنف محتملة"، على غرار التفجير الذي وقع في إقليم بلوشستان، الأربعاء، وأسفر عن مقتل 30 شخصاً.
وأثارت هذه الخطوة حفيظة السياسيين والناخبين. وفي هذا الإطار، قال مرشح حزب الشعب الباكستاني لمنصب رئيس الوزراء، بيلاوال بوتو، في حديث مع الصحافيين: "الأمر مؤسف جداً، لا سيما وأننا بحاجة إلى التواصل مع الناخبين ومع المسؤولين"، مطالباً السلطات بإعادة الاتصال بالشبكة في أسرع وقت ممكن. بدوره، قال القيادي في حزب الرابطة الإسلامية، والمؤيد لجناح رئيس الوزراء السابق نواز شريف، سعد رفيق، بعد الإدلاء بصوته في مدينة لاهور، إنه "فوجئ بالقرار" الذي "صعّب مهمته ومهمة المسؤولين".
وأفادت "نت بلوكس"، وهي منظمة عالمية لمراقبة الإنترنت، بأن البيانات أكدت حدوث انقطاع في خدمات الهاتف المحمول والإنترنت "مما يؤكد تقارير المستخدمين واسعة النطاق عن انقطاع الخدمة".
وصرح مدير المنظمة، ألب توكر، لوكالة فرانس برس، بأن "التعتيم المستمر على الإنترنت في يوم الانتخابات في باكستان هو من بين أكبر التعتيم الذي لاحظناه في أي بلد من حيث الخطورة والمدى".
وأضاف "أن هذه الممارسة غير ديمقراطية بطبيعتها، ومن المعروف أنها تحدّ من عمل مراقبي الانتخابات المستقلين وتتسبب في حدوث مخالفات في عملية التصويت".
وشهدت الساعات الأولى من الانتخابات إقبالاً لا بأس به على مراكز الاقتراع في المدن الرئيسية، خاصة في العاصمة إسلام أباد ولاهور وبشاور وكراتشي، وسط إجراءات أمنية مشددة، وانتشار قوات الجيش والقوات الخاصة.
وقتل، صباح الخميس، رجل أمن وأصيب آخرون جراء هجوم لمسلحين على رتل لقوات الأمن في منطقة ديره إسماعيل خان، شمال غربي باكستان. وجاء ذلك إثر تفجير استهدف، الأربعاء، مكاتب إعلامية في إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان، مما أدى إلى مقتل قرابة 30 شخصاً وإصابة عشرات آخرين.
وقال رئيس لجنة الانتخابات الوطنية إسكندر سلطان راجه، في حديث للصحافة أثناء زيارته لمراكز الاقتراع في العاصمة، إن الحكومة "تتخذ الخطوات اللازمة من أجل تأمين العملية الانتخابية"، مشدداً على أن هناك تحديات أمنية كبيرة، كما حصل أمس في إقليم بلوشستان، لكن الحكومة لديها خطط جيدة للتصدي لأي أعمال عنف.
كذلك، أكد سلطان راجه أن لجنة الانتخابات "لم تطلب من الداخلية قطع الاتصالات"، لكنه أكد في الوقت نفسه أنّ اللجنة "لن تطلب من الوزارة أن تراجع قرارها، خاصة مع احتمالية حدوث أعمال عنف يجب التصدي لها".
وتقطع السلطات الباكستانية بانتظام الوصول إلى الهواتف المحمولة خلال الاحتجاجات الكبرى أو خلال المهرجانات عندما تتصاعد التوترات الدينية، لمنع المسلحين من التواصل مع بعضهم بعضا. مع العلم أن الاتصالات لم تتعطل خلال الانتخابات السابقة عام 2018، عندما قال محللون إن المخاوف الأمنية كانت أكبر، حين أدى تفجير في تجمع انتخابي إلى مقتل أكثر من 140 شخصاً.