غياب المسرح الرمضاني في الأردن... والخيم حاضرة
للعام الثالث على التوالي، يغيب المسرح الرمضاني عن الحضور في سهرات وليالي شهر رمضان. فبعدما حجبته قسراً جائحة كورونا على مدى عامي 2020 و2021، لم يكن ممكناً تقديم أعمال يمكن أن تُحضّر للحاق بموسم رمضان الحالي، بحسب فنانين سألتهم "العربي الجديد". إذْ سمحت الحكومة الأردنية بإقامة الخيم الرمضانية والنشاطات الفنية بعدد الحضور الكامل، إثر السيطرة على تبعات جائحة كورونا، في الوقت الذي كان فيه سهلاً على منظمي الخيم الرمضانية الموسيقية تجهيز برنامج أردني عربي مشترك لتقديمه للساهرين فيها.
ويقول الفنان زهير النوباني إن عدم وجود مسرح يومي في الأردن من الأساس ساهم في ضعف الحركة المسرحية وعدم ديمومتها، وبالتالي كان متوقعاً ألا تكون الأعمال الكوميدية الناقدة والساخرة حاضرة عند السماح بعودة الفعاليات الجماهيرية، بعد زوال آثار جائحة كورونا، ويضيف: "المسرح يحتاج لحراك كبير ومنتجين يؤمنون بالفعل الفكري للمسرح وتأثيره على الناس، وبالتالي فقدنا هيبة المسرح، وتحولت القضية إلى أزمة جديدة يعاني منها الفن الأردني".
وتتفق الفنانة أمل الدباس مع رأي النوباني، وتضيف: "صنعة المسرح الرمضاني تعتمد أساساً على الجمهور، ونحن لم نكن على يقين قبل شهر من بداية شهر رمضان بأنه سيُسمح لنا بتقديم أعمال فنية للجمهور في الشهر الفضيل، وأي عمل فني يحتاج لفترة من التحضير وإجراء البروفات وتسويقه حتى يصل للناس بشكل مناسب". لكن الدباس، تستدرك قائلة: "لدي نص كوميدي ساخر بعنوان: (نص ساعة على الفحم)، وهو أقرب لعروض (ستاند أب كوميدي)، قررت تقديمه بالتعاون مع الفنان تامر بيشتو اعتباراً من نهاية الأسبوع الأول من شهر رمضان ولثلاثة ليال من كل أسبوع، أجري عليه حالياً تدريبات مع بيشتو، محاولين إضفاء نوع من السعادة على الجمهور المتشوق لحضور المسرح الرمضاني".
فيما يعلل الفنان السوري محمد خير الجراح تراجعه عن تقديم عمل مسرحي كوميدي رمضاني في الأردن لسببين، أولهما: تأخر الحكومة الأردنية بالإعلان عن السماح بإقامة الفعاليات الجماهيرية في الفنادق، وثانيهما: ضيق الوقت بسبب انشغاله بتصوير أعماله الرمضانية. على صعيد آخر، بدأت الخيم الرمضانية المعنية بسهرات الغناء بالترويج لبرامجها اليومية اعتماداً على سهولة الاتفاق مع المغنين. ويعتمد أصحاب الخيم على تعطش المواطنين للخروج من منازلهم والعودة للحياة الطبيعية التي فقدوها في آخر عامين. وتتنافس ثلاث خيم في الأردن على استقطاب الساهرين، هي: The Tent و"الأسطورة" و"ليالي"، بعد تعاقدها مع مجموعة من أبرز نجوم الغناء الأردني والعربي الشباب.
وفي الوقت الذي خصصت فيه خيمة The Tent برنامجها لنجوم الغناء الأردني الشباب، كحسين السلمان وهاني متواسي وزياد صالح وفارس العبدالله ونجم السلمان، تتنافس خيمتا "الأسطورة" و"ليالي" عبر تقديم برنامج غنائي عربي. إذ تستضيف خيمة "الأسطورة" الفنانين: الطفل محمد أسامة، مغني "الغزالة رايقة"، أيام 8 و23 إبريل/ نيسان، وأيمن زبيب يوم 11 إبريل، وحسين الديك يوم 14 ابريل، ووائل جسار يوم 21 إبريل، وكارلوس يوم 22 إبريل، فيما تفتح خيمة "ليالي" برنامجها يوم 4 إبريل مع محمد فضل شاكر، ويغني محمود العسيلي يوم 7 إبريل، وآدم يوم 8 إبريل، وجوزيف عطية يومي 14 و16 إبريل، وعمر العبداللات يومي 15 و21 إبريل، وإياد طنوس يوم 18 إبريل، ومروان خوري يوم 23 إبريل.