ربّما يكون آخر الباقين على قيد الحياة ممن شاركوا في "الهولوكوست"، تلك التي نظّمها ونفّذها الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، وأودت بحياة مئات آلاف اليهود في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية التي احتلّها هتلر.
فقد وجدت المحكمة أنّ أوسكار غرونينغ "مذنب" في قضية قتل أكثر من 300 ألف شخص، وحكم عليه بالسجن لمدّة أربع سنوات، بعدما طلب المغفرة والسماح. وهو واحد من قلائل جداً، وقد يكون الأخير، ممن ثبتت عليهم تهمة "المشاركة في الهولوكوست" من أعضاء الحزب النازي.
المحاكمة امتدّت لأربعة أشهر بحضور بعض الناجين من المحرقة - الهولوكوست وآخرين من أقارب الضحايا. وقد اعترف غرونينغ أمامه بعلمه بعمليات القتل حين كان حارساً في معسكر أوشفيتز.
وقال خلال المحاكمة: "لا شكّ أنّني أشترك في المسؤولية الأخلاقية.. وأطلب الصفح"، وترك للقضاة تحديد عقوبته. هو الذي كان عمره 21 عاماً خلال ارتكاب المجزرة، وقد انتسب طوعاً إلى الحزب النازي، في الخدمة العسكرية، وأرسل إلى أوشفيتز في العام 1942 وكان مسؤولا عن جمع أغراض المرحّلين بعد وصولهم إلى المعتقل.
اقرأ أيضاً: شواهد زمن قوة ألمانيا
وكان يحرص على تفتيش أغراض المعتقلين ومصادرة الأموال التي بحوزتهم لإرسالها إلى المجهود الحربي النازي. وقد أصرّ الادّعاء على مشاركته في دعم آلة القتل النازية. وقد واجه تهماً بالمسؤولية عن حملة 137 قطاراً من اليهود عليها نحو 425 ألفاً منهم، أرسل على الأقلّ 300 ألف منهم إلى غرف الغاز.
وما ساعده أنّه لم يشارك بشكل مباشر في عمليات القتل، لكنّه قال للصحافة إنّه لا يزال يسمع صراخ القتلى إلى اليوم. هو الذي يستخدم إطارا ليتمكّن من المشي. واعتبر نفسه غير مشارك عملياً في القتل.
وقد بدأت الحملة لملاحقة النازيين بعد صدور حكم في العام 2011 من محكمة ميونيخ بحقّ جون ديميانيوك الذي كان حارساً في أوشفيتز، وذلك في استمرار لأكثر من 60 عاماً من المحاكمات بحقّ النازيين في ألمانيا.
وبحسب التقديرات، فإنّ مليونا ومئة ألف يهودي، معظمهم من الأوروبيين، لقوا حتفهم في أوشفيتز الذي أدارته قوات النازيين من العام 1940 إلى أن حرّرته القوات السوفييتية في 27 يناير/كانون الثاني 1945.
اقرأ أيضاً: ميونيخ تؤرخ ماضيها النازي بمتحف