لطيفة في "مفيش ممنوع"... جديد بلا ضجيج

بهدوء ومن دون ضجيج، أصدرت المغنية التونسية لطيفة ألبومها الغنائي الجديد، "مفيش ممنوع" بعد عامَين من إصدار ألبومها الأخير لطيفة 2022. الانطباع الأول هو أن التسجيل والتوزيع الموسيقي في الألبوم يستحقان الثناء، إذ رغم تقليدية بعض الأغاني، بدا واضحاً عند الاستماع إلى الألبوم أن المغنية التونسية عملت جاهدة لتقديم إنتاج فني جيّد. وكان لافتاً كذلك تصوير كل الأغاني على طريقة الفيديو كليب، ونشرها على قناة لطيفة الخاصة على "يوتيوب"، في تحرّر واضح من شروط شركات الإنتاج، التي سبق أن عملت معها لطيفة. في التوزيع فقط، فهذا الألبوم أنتجته صاحبة "بحب فغرامك" على حسابها الخاص، كعدد من المغنين الذين أمسوا يتّخذون من الإنتاج الذاتي نهجاً، متخلّين عن تسلّط الشركات وجشعها، خصوصاً شركة روتانا السعودية.
في أغنية "الورق" (كلمات عبد الوهاب محمد وألحان زياد الطويل)، عرف الموزع الموسيقي تميم كيف يستفيد من الآلات الوترية لتحريك الأغنية الهادئة، في حين كان تصويرها تقليدياً مع مشاهد قليلة تنثر فيها لطيفة الأوراق على الطاولة، تعبيراً عن شغفها بالكتابة، من خلال قصة حب. بينما جاءت أغنية "مطول الوجع" (كلمات حسام سعيد، وألحان محمود أنور، وتوزيع تميم)، كنسخة أخرى من الرومانسية التي طبعت الألبوم، وترجمت بالفيديو كليب باعتماد اللونين الأبيض والأسود، إذ اختار المخرج شريف ترحيني تصويراً عادياً للعمل، من دون فذلكات، ولا أفكار جديدة.

أما أغنية "يا ليالي"، وهي من الفلكلور الليبي، فأهدتها لطيفة إلى صاحب الأغنية، الفنان الراحل محمد حسن. هنا أيضاً كان الفيديو كليب بسيطاً، بل ربما باهتاً، إذ اعتمد المخرج اللبناني وليد ناصيف تقنيات بصرية كان بإمكانها أن تخرج بمشاهد أفضل للطبيعة والصحراء والصقور.
أخرج وليد ناصيف كذلك أغنية "ضعف الإحساس" (كلمات مؤمن سالم، وألحان أحمد بحر، وتوزيع تميم). ورغم نجاح الأغنية (أكثر من 1.8 مليون مشاهدة في عشرة أيام)، أصرّ المخرج اللبناني على اعتماد التقنيات الزائفة في مشاهد كان من الأفضل أن تظهر أكثر بساطة. وهو ما انعكس على إطلالة لطيفة، التي ظهرت في فساتين سهرة وتسريحة أنيقة لا تناسب المظهر العصري للفيديو كليب.
ولعلّ الأغنية المنتظرة كانت "نويت أعانده" (كلمات عبد الوهاب محمد، وتوزيع إبراهيم الراديو) التي لحّنها الفنان العراقي كاظم الساهر. هذا التعاون الثاني بين لطيفة والساهر، بعد "تلوموني الدنيا" عام 1998، إذ لحّن الفنان العراقي قصيدة الشاعر السوري الراحل نزار قباني، وغنتها لطيفة ضمن ألبوم حمل عنوان الأغنية. تولى المخرج المصري جميل جميل المُغازي تصوير العمل فجاء الفيديو كليب متناسقاً مع روح الأغنية وإيقاعاتها التي تعيدنا إلى أغانٍ قديمة لحنها الساهر لنفسه، أو ماجدة الرومي، وغيرها.

سينما ودراما

التحديثات الحية

آليتشي رورفاكر: "عليك أنْ تفقد نفسك لتعثر على شيء ما"

هذا التناسق بين روح الأغنية والفيديو كليب، غاب عن أغنية "بتقول جرحتك" (كلمات كريم حكيم، وألحان خالد فتوح، وتوزيع تميم)، إذ ابتعد المخرج وليد ناصيف عن نمط الأغنية الهادئ والسلس، مقدماً فيديو كليب يعتمد على تقنيات لا تشبه العمل.
باختصار يمكن القول إن عودة لطيفة بألبومها الجديد، كانت هادئة، وهو حال مسيرتها الفنية في السنوات الأخيرة.