بدأت الجامعات الحكومية في الولايات المتحدة الأميركية بمنع طلابها من استخدام تطبيق تيك توك. في بعض هذه المؤسسات، لا يستطيع الطلاب، أو الموظفون، أو أعضاء هيئة التدريس، أو الزائرون، الوصول إلى المنصة الصينية عبر الأجهزة التابعة لها أو على شبكات واي فاي في حرمها.
عشرون جامعة حكومية على الأقل، بينها أوبرن وأوكلاهوما وتكساس-أوستن، اتخذت قرار حظر التطبيق من خوادمها، أو حثت الطلاب فيها على حذفه من أجهزتهم الشخصية، وفقاً لموقع شبكة إن بي سي نيوز. معظم هذه الجامعات تتصرف تحت ضغوط المشرعين الذين مرروا قوانين تحظر استخدام "تيك توك" على الأجهزة التابعة للحكومة.
لماذا تحظر الجامعات "تيك توك"؟
القرار مبني على مخاوف أمنية، بسبب ارتباط الشركة المالكة للتطبيق، بايتدانس، بالسلطات الصينية وإمكانية تسليمها بيانات المستخدمين الأميركيين. في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، كريستوفر راي، في جلسة استماع للجنة الأمن الداخلي: "لدينا مخاوف تتعلق بالأمن القومي، تشمل إمكانية استخدام الحكومة الصينية التطبيق في التحكم ببيانات المستخدمين". نفى مسؤولو التطبيق في الولايات المتحدة، مرات عدة، خضوعه لبكين.
وأكدت الشركة في بيان لها أن "الحزب الشيوعي الصيني لا يتحكم مباشرة أو بشكل غبر مباشر ببايتدانس أو بتيك توك". وأضافت أنها "شركة خاصة عالمية، 60 في المائة منها مملوكة لمستثمرين حول العالم، والباقي مملوك بشكل أساسي من قبل مؤسسي الشركة وموظفيها، وبينهم آلاف الأميركيين". لكن المشككين يقولون إن القوانين الصينية قد تلزم "بايتدانس" بمشاركة بياناتها مع الحكومة في حال طلبت ذلك.
كثفت أكثر من 30 ولاية أميركية من جهودها للحد من الوصول إلى التطبيق، وتحذو الجامعات الحكومية التي تخضع لقوانين الولايات حذوها. في جامعة تكساس إيه أند إم مثلاً، وهي واحدة من أكبر الجامعات الحكومية في الولايات المتحدة وتضم نحو 75 ألف طالب، حظر "تيك توك" بشكل كامل. وحتى الجامعات ذات الوجود الملحوظ على "تيك توك" اتبعت الإجراءات نفسها، وألغت وجوها على المنصة.
الجهود الرامية إلى الحد من الوصول إلى "تيك توك" على المستوى الفيدرالي عمرها سنوات. عام 2020، هدد الرئيس الأميركي حينها، دونالد ترامب، بحظر التطبيق على مستوى البلاد، بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي. كما دفعت إدارة ترامب باتجاه بيع عمليات "بايتدانس" على أراضي البلاد لشركة أميركية، وكانت "أوراكل" و"وولمارت" من أبرز المرشحين للاستحواذ عليها، لكن لم يتم التوصل إلى أي اتفاق.
ردود فعل الطلاب
طلاب هذه الجامعات ليسوا مسرورين بالقرار. سيدني غولدن مثلاً كتبت عبر "تويتر": "لم أكن أظن أن إقدام جامعات تكساس الحكومية على حظر تيك توك سينعكس إلى هذا الحد عليّ. لكنني حاولت فتح تيك توك 3 مرات خلال الساعتين الماضيتين، من دون أي نتيجة". ولكن بقدر ما تحاول هذه الجامعات تقييد وصول طلابها إلى "تيك توك"، لن تتمكن من عزلهم عنه نهائياً. الكثير من المستخدمين لا يزالون يفتحون التطبيق عبر بيانات الإنترنت الخلوية أو شبكات واي فاي الشخصية أو الشبكات الافتراضية (في بي إن). الطالب في جامعة أوستن، إيريك آيبرغ، لا يزال ينشر المحتوى عبر حسابه في "تيك توك"، لكنه لا يستطيع الآن فعل ذلك عبر صفحته الجامعية التي كان يطورها منذ سنوات. وقال لمتابعيه بعد قرار الحظر الذي اتخذته جامعته: "لا يهمني إن كنتم غير معجبين بتيك توك. هذه وظيفتي. هكذا أكسب لقمة عيشي".
"تيك توك" واحدة من أكثر منصات التواصل الاجتماعي شعبية في الولايات المتحدة، وتحديداً بين أبناء الجيل زِد (مواليد ما بين عامي 1997 و2012) وهم الذين يشكلون النسبة الأكبر من طلاب الجامعات. لدى المنصة نحو 80 مليون مستخدم شهري نشط في الولايات المتحدة، 60 في المائة منهم بين 16 و24 عاماً، وفقاً لشركة التسويق الرقمي والّارو ميديا.
هل تحظر الولايات المتحدة التطبيق؟
بعض القيود التي فرضت على التطبيق، على المستوى الفيدرالي، نجحت إلى الآن. في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نجح الكونغرس في حظر "تيك توك" من كل الأجهزة التابعة للحكومة. وقالت حينها المتحدثة باسم "تيك توك": "نحن خائبو الأمن من حظر الكونغرس للتطبيق على الأجهزة الحكومية. هذه حركة سياسية لن تنعكس إطلاقاً على جهود تعزيز مصالح الأمن القومي". ولا يزال السؤال حاضراً ما إذا كان الحظر الفيدرالي للمنصة سيتعارض مع حقوق حرية التعبير. في غضون ذلك، دعا مشروع قانون من الحزبين، في مجلس النواب الأميركي، إلى فرض حظر تام على التطبيق لجميع المستخدمين في الولايات المتحدة، بسبب مخاوف من وصول الحزب الشيوعي الصيني إلى البيانات.