اصطدمت مركبة فضائية تابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) يوم الإثنين عمداً بكويكب في محاولة لتحويل مساره، في اختبار غير مسبوق يهدف لتعليم البشرية كيفية منع الأجسام الكونية من تدمير الحياة على الأرض.
والمركبة الفضائية التي يقلّ حجمها قليلاً عن حجم سيارة اصطدمت، كما كان متوقّعاً، في الساعة 23:14 بتوقيت غرينتش بالكويكب بسرعة تزيد عن 20 ألف كلم في الساعة.
ونقلت وكالة الفضاء الأميركية وقائع هذا الاصطدام مباشرة على الهواء. وما إن ارتطمت المركبة بالكويكب حتى انفجر فرحاً أفراد طاقم ناسا الذين تجمّعوا في مركز الإشراف على المهمّة في ماريلاند بالولايات المتحدة.
وقبيل دقائق من اصطدام المركبة بالكويكب "ديمورفوس" الذي يبعد عن الأرض 11 مليون كلم، أخذت صورة الجرم تكبر شيئاً فشيئاً مع اقتراب المركبة الفضائية منه أكثر فأكثر.
وفي نقل حيّ، بثّت الكاميرات المثبّتة على المركبة الفضائية صوراً مذهلة للجرم الفلكي ظهرت فيها كل تفاصيل ديمورفوس بما في ذلك سطحه الرمادي والحصى الصغيرة التي تغطّيه. ولحظة اصطدام المركبة بالكويكب وتحطّمها عليه توقف بثّ الصور.
Don't want to miss a thing? Watch the final moments from the #DARTMission on its collision course with asteroid Dimporphos. pic.twitter.com/2qbVMnqQrD
— NASA (@NASA) September 26, 2022
وقالت لوري غليز، مديرة علوم الكواكب في وكالة ناسا: "نحن على وشك الدخول في حقبة جديدة تكون لدينا فيها القدرة المحتملة على أن نحمي أنفسنا من اصطدام كويكبات خطرة" بالأرض.
وديمورفوس البالغ قطره حوالي 160 متراً لا يشكّل أيّ خطر على الأرض.
وفي الواقع فإنّ هذا الكويكب الصغير هو قمر يدور حول كويكب آخر أكبر حجماً يدعى ديديموس.
ويستغرق ديمورفوس 11 ساعة و55 دقيقة للقيام بدورة كاملة حول ديديموس. لكنّ وكالة ناسا تسعى من خلال المهمّة التي نفّذتها الإثنين إلى خفض هذه المدة بمقدار 10 دقائق عن طريق تصغير مدار ديمورفوس عبر تقريبه من ديديموس.
وسيستغرق الأمر ما بين بضعة أيام وبضعة أسابيع لمعرفة ما إذا كان مسار الكويكب الصغير قد تغيّر فعلاً بسبب الاصطدام.
وسيقوم بهذه المهمّة علماء على الأرض بفضل تلسكوباتهم.
(فرانس برس)