يمكن للمهتمين بالمغرب تصفّح موسوعة إلكترونية تحمل اسم "معلمة"، أطلقها باحثون بهدف تقديم محتوى معرفي وعلمي على شبكة الإنترنت يعتمد مصادر ومراجع علمية رصينة. وتزوّد "معلمة"، التي انطلقت رسمياً في يونيو/حزيران 2022، الباحثين والزوار بمعارف موثقة ومحيّنة حول المغرب والمجتمع المغربي وحضارته، وتعرض حقائق حول مختلف الجوانب التاريخية والثقافية والحضارية والجغرافية والبشرية الاجتماعية والاقتصادية.
ويقول مؤسس الموسوعة وعضو فريق الإشراف عليها عمر مزواضي، لـ"العربي الجديد"، إن "فكرة تأسيس وإطلاق منصة معلمة جاءت نتيجة الانتباه إلى وجود نقص كبير في المحتوى العلمي والثقافي حول المغرب والمجتمع المغربي على شبكة الإنترنت". ويضيف: "جاءت معلمة في محاولة لإغناء المحتوى المغربي على الإنترنت، بشرط توفير محتوى أصيل وموثوق انطلاقاً من مصادر ومراجع، وليس انطلاقاً من إعادة تدوير ما هو موجود على مستوى الشبكة العنكبوتية".
جولة في موسوعة "معلمة"
عند زيارة موقع "معلمة"، لن يشعر الزائر بالغربة، إذ هي تشبه إلى حد كبير أسلوب موسوعة ويكيبيديا، سواء من حيث الألوان أو تنظيم المقالات أو نافذة العناوين والمحتويات داخل كل مقال. وفقاً لمزواضي، فإن "التشابه بين "معلمة" وغيرها من المنصات يبقى "مصادفة"، أو قد يعود "لتشابه في فلسفة المنصتين"، أي الطابع الموسوعي لهما، و"عموماً فإننا في معلمة كنا حريصين على أن تجمع منصتنا بين البساطة والسهولة في عرض المعلومة والعمق والمصداقية في المصادر والمراجع"، يقول.
وترد المعلومات وفق مقالات مفصلة تُعرض ضمن تصنيفات هي: كتب ومؤلفات، تاريخ المغرب، الحقل الديني، شخصيات فكرية وثقافية، الثقافة والفنون، ومدن وحواضر. وتضم التصنيفات كذلك عناوين مثل الحياة السياسية المغربية، المعمار المغربي، اليهود المغاربة، الأمازيغية، السياحة في المغرب، المطبخ المغربي، الصحافة والإعلام، جغرافية المغرب، المرأة المغربية، والرياضة المغربية.
مراجع علمية في زمن التضليل
في زمن تنتشر فيه المعلومات المضللة ويتوه الباحثون بين المصادر مخافة تعرّضهم للخداع وعدم الدقة، تحمل المنصة شعار "نافذتك على المعرفة الموثوقة". ويلفت عمر مزواضي إلى "أن جزءاً كبيراً من ما هو متداول على تلك الشبكة يبقى غير علمي وغير موثوق. لذلك جاءت معلمة لتقدم محتوى معرفياً وعلمياً على شبكة الإنترنت انطلاقاً من مصادر ومراجع علمية رصينة". ومن أجل التأكيد على الموثوقية يرفق الفريق كل مقال بمراجع أسفله، مع إحالة دقيقة تسرد اسم الكتاب وصاحبه وصفحاته التي أُخذت منها المعلومات.
ويقول مزواضي إن "الرأسمال الحقيقي لمعلمة هو اعتمادها على المصادر العلمية الموثوقة، لذلك نحن حريصون على تمتع المادة العلمية التي ننتجها بهذه الخاصية من خلال وجود فريق من الباحثين الذين يراجعون المواد قبل نشرها، إضافة إلى ذلك فإننا حالياً نعتمد على شبكة من الباحثين المعروفين لدينا بجديتهم وبأصالة ما ينتجونه".
"تنشيط حركية القراءة"
يؤكد المؤسس أن دور "معلمة" يكمن "في أنها توفر معطيات ومعلومات شاملة حول المغرب والمجتمع المغربي بلغة وفي قوالب بسيطة، ولكن في نفس الوقت توفر للقارئ معارف موثوقة وأصيلة، و"نعتقد أن ذلك يمكن أن يشكل دافعاً قوياً للإقبال على قراءة ما ننشر، وبالتالي المساهمة في تنشيط حركية القراءة في المجتمع ولدى رواد الإنترنت"، يوضح متحدثاً لـ"العربي الجديد". ويضيف مزواضي أن "المنصة تحاول أن توفر إطاراً يساهم في دمقرطة المعلومة والمعرفة، قصد المساهمة في إتاحة الفرصة للجميع للاستمتاع بفعل القراءة والتثقيف عبر توفير مواد جذابة وموثوقة وفي متناول الجميع، وذلك سيوسع لا محالة من دائرة القراء. منصتنا تشكل مصدراً موثوقاً لصُنّاع المحتوى بأشكاله غير المكتوبة، وكذلك للصحافيين والباحثين".
المعرفة والثقافة "بجودة أعلى"
تهدف المنصة، بحسب القائمين عليها، إلى إغناء المحتوى المغربي المكتوب باللغة العربية على شبكة الإنترنت، والتعريف بالمغرب والمجتمع المغربي في مختلف جوانبه لدى القارئ باللغة العربية. وبحسب صفحة تعريفها، تهدف "معلمة" إلى "تقديم معرفة رصينة وموثقة وشاملة حول العبقرية المغربية في مختلف جوانبها التاريخية والثقافية والحضارية والجغرافية والبشرية الاجتماعية والاقتصادية".
كما تأمل المنصة "المساهمة في التوثيق الإلكتروني لمختلف المعارف العلمية والثقافية والفنية والحضارية للمغرب والمغاربة، وتشجيع الباحثين والكتاب والمدونين للتعريف بحضارة وثقافة المغرب". هذا ويتمنى مزواضي أن تصبح "منصة ومرجعاً أساسياً في مجال توفير معرفة موسوعية شاملة حول المغرب والمجتمع المغربي، ومرجعاً أيضاً يوفر الفرصة للجميع للولوج للمعرفة والثقافة وبجودة أعلى، وواجهة مميزة للتعريف بالمغرب وثقافته وبالعبقرية المغربية في مختلف الجوانب الحضارية".