مكعب روبيك يواصل جذب اللاعبين بعد 50 عاماً على اختراعه

20 مايو 2024
مشارك في مسابقة لمكعب روبيك في تكساس، 29 إبريل 2017 (بريت كومر/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إرنو روبيك، أستاذ الهندسة المعمارية، ابتكر مكعب روبيك في 1974، وهو ابتكار خرج من غرفته المليئة بالأوراق إلى العالم الواسع، وحصل على براءة اختراع له في 1975.
- مكعب روبيك تحول إلى ظاهرة عالمية بعد وصوله لمتاجر الألعاب في 1977، يجسد العلاقة بين الأجيال ويشجع على التفكير والإبداع بعيدًا عن العالم الرقمي، مع وجود أكثر من 43 كوينتيليون طريقة لحله.
- أصبح أيقونة ثقافية وأداة تعليمية قيمة، ملهمًا الفنانين والمبدعين ومساعدًا الأشخاص المصابين بالتوحد، معبرًا إرنو روبيك عن سعادته بالتأثير الإيجابي لمكعبه على حياة الناس حول العالم.

في أحد أيام ربيع 1974، وداخل غرفته المليئة بالأوراق والخيوط، طرأت في بال إرنو روبيك فكرة ربط مكعبات خشبية صغيرة ببعضها، مبتكراً ما سيعرف باسم مكعب روبيك الذي سيغزو العالم.

في مقابلة مع وكالة فرانس برس في بودابست، يقول روبيك البالغ 79 عاماً متنهداً إنه مسار "مذهل". بعد مرور خمسين عاماً، بات مكعب روبيك بمثابة "طفله العبقري" الذي من "المرهق" تتبعه في كل مكان، على ما يقول روبيك مرتدياً بنطال جينز وصنادل. كان روبيك آنذاك أستاذاً في الهندسة المعمارية والتصميم، ولم يكن لديه "أي طموح لترك بصمة في العالم"، بحسب ما يقرّ في كتاب نُشر عام 2020. لكنّ فضوله وشغفه بلعبة البازل والتحديات الهندسية دفعاه إلى عالم آخر.

وبعد نماذج أولية كثيرة للعثور على الآلية المناسبة، وأيام من الإجهاد الذهني لحلّ اللغز، حصل إرنو روبيك على براءة الاختراع سنة 1975. بعد عامين، وصل "المكعب السحري" الملوّن، الذي أعيدت تسميته في ما بعد بـ"مكعب روبيك"، إلى متاجر الألعاب في الدولة الشيوعية قبل أن يغزو أسواق الولايات المتحدة. حين يتذكر مخترعه رحلته الأولى إلى الغرب، خلف الستار الحديدي، حاملاً جواز سفر أزرق عادة ما يُخصص للدبلوماسيين، يقول إنّ الأمر مشابه لـ"قصة من الخيال".

43 كوينتيليون حلّ ممكن

منذ ابتكار هذا المكعّب، بيع أكثر من 500 مليون نموذج منه، من دون احتساب ملايين النسخ المقلدة، في نتيجة خالفت توقعات كثيرين. على الرغم من انتشار الشاشات في كل مكان، يؤكد روبيك أنّ "علاقة متينة أقيمت بين الأجيال الجديدة" ومكعب لا يستلزم تكنولوجيا خاصة، في "مشهد متباين" مدهش. يضيف: "بينما ننسى في العالم الرقمي كيفية استخدام أيدينا"، على الرغم من أنها "أدواتنا الأولى"، يعيدنا المكّعب "إلى روائع العالم الفعلي. إنه يدفعنا للتفكير ويجعلنا نقوم بشيء ملموس".

وثمة أكثر من 43 كوينتيليون (مليار ترليار) طريقة لحلّ لغز المكعّب. يقول مخترعه بحماسة: "حتى بعد مئات أو آلاف السنين ستكون هناك طرق لحلّه"، مشيراً إلى "الجانب العاطفي" وراء نجاح هذا "العمل الفني الذي نحبه أو نكرهه".

وعلى مر السنين، أنشأ إرنو روبيك مجموعة بما يشبه جمع "صور للعائلة". فقد جمع مثلاً نحو 1500 غلاف مجلة يظهر المكّعب فيها كـ"رمز للتعقيد"، في إشارة إلى المشاكل الجيوسياسية أو الانتخابية.

مكعب روبيك يموّل تقاعد مبتكره

ظهر المكّعب أيضاً في أفلام كثيرة، بدءاً من الأعمال الوثائقية وصولاً إلى الإنتاجات الهوليودية. كما أجريت مسابقات كثيرة مرتبطة بالمكّعب، إما احتفاءً بمن يحلّه بأسرع وقت، أو مَن يُظهر موهبة غير عادية في حلّه، أو في أطر أخرى شملت مثلاً حلّ آخرين لغزه بأقدامهم أو نجاحهم في ذلك رغم كونهم مكفوفين، بحسب المخترع العبقري الذي كان يتحدث داخل غرفة في معهد أكوينكوم للتكنولوجيا حيث لا يزال يعقد مؤتمرات من وقت إلى آخر.

وقد ألهمت هذه اللعبة الشهيرة التي عُرضت في متحف الفن الحديث في نيويورك مجموعة من الفنانين من أمثال النجم العالمي لفنّ الشوارع إنفيدر.

و"مكعّب روبيك" أداة تعليمية تُستخدم من الروضة إلى الجامعة، ويُستعان بها في دور المسنين، وتساعد المصابين بالتوحّد، كنجم "سبيد كيوبينغ" الأميركي ماكس بارك، بطل العالم في اللعبة من خلال حلّ لغزها بـ3,13 ثوان... بينما احتاج إرنو روبيك إلى دقيقة واحدة لحلّه سنة 1980.

ويموّل المكعّب المرحلة التقاعدية لإرنو روبيك الذي يتنقّل بين المجر وإسبانيا، وقد اتاح له اختراعه "العيش باستقلالية مالية" طيلة حياته. يعبّر إرنو عن "شعور مذهل بإنجاز شيء جيد للناس" عندما يلاحظ وجوه محبّي مكعب روبيك وهم يركّزون في اللعبة ثم يفرحون عند حلّ لغزها. يقول: "تلقيت الكثير من الشكر. وقد أسعد المكّعب عدداً كبيراً جداً من الأشخاص، إذ أقيمت أفراح بفضله، كحفلات زفاف مثلاً".

(فرانس برس)

المساهمون