عين الفنانين اللبنانيين والعرب دائماً على الجوائز ومهرجاناتها، رغم كل ما يحكى عن المحسوبيات والفساد المتغلغل في آليات منحها. ويحاول القائمون على هذا النوع من الجوائز تجديدها وغض النظر عن كل الانتقادات التي تواجه حفلها السنوي، فضلاً عن الاستعانة بأسماء فنية لها ثقلها. في المقابل، تصر مجموعة من الفنانين على مقاطعة هذه الفعاليات لأسباب كثيرة، ومنهم المغنية اللبنانية نجوى كرم التي لا تعير اهتماماً لجائزة "موركس دور"، وكذلك بعض الممثلين الذين يحلقون خارج سرب المحسوبيات وفنون العلاقات العامة التي تلعب الدور الأبرز في حجز نسخة من الجوائز لبعض المشاهير.
وحالياً تغيب معظم الفعاليات والنشاطات التي كانت تقام في العاصمة اللبنانية بيروت، بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة التي تشهدها البلاد. ويبدو أن لا بارقة أمل لعودة هذه النشاطات، بسبب الميزانيات الضخمة المطلوبة لتنظيمها وتأمين إقامة الفنانين غير اللبنانيين.
يوم الأحد الماضي، وزع المكتب الاعلامي لجائزة "موركس دور" اللبنانية بياناً أعلن فيها إلغاء الحفل الذي كان مقرراً إقامته في 18 أغسطس/آب الحالي وسط بيروت، بعد كارثة انفجار خزان للوقود في قرية التليل في منطقة عكار، شمالي لبنان، والتي أوقعت أكثر من مائة قتيل وجريح.
حفل "موركس دور" كان سيقام تحت شعار "الأمل رغم الألم" كتحية للعاصمة اللبنانية، بعد التفجير الذي هزها في الرابع من أغسطس/آب عام 2020.
بيان "موركس دور" الذي تأخر إصداره لساعات بعد الكارثة، سبقه اعتذار مجموعة من الفنانين عن حضور الحفل، من خلال صفحاتهم الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار حفيظة لجنة "موركس دور" التي تورط ناشطون فيها في بعض النقاشات والجدل وردود الفعل أمام الفنانين.
كان من المفترض أن يكرم مهرجان "موركس دور" مجموعة من الفنانين اللبنانيين والعرب، وسربت بعض الأسماء، ومنها الممثلة المصرية يسرا عن أدوراها في مسلسلات رمضان، والممثل السوري قصي خولي عن دوره في مسلسلي "عشرين عشرين" (2020) و"خمسة ونص" (2019)، والممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم التي شاركت خولي بطولة المسلسلين. كما كان من بين المكرمين المنتج جمال سنان والممثلة دانييلا رحمة، والمغني اللبناني وائل كفوري، وزميلته نانسي عجرم عن أغنيتها "بيروت الأنثى"، والمغني الجزائري الشاب خالد.
ليست السنة الأولى التي يؤجل فيها حفل الجائزة هذا، السنة الماضية، وبسبب تفشي فيروس كورونا، أعلن عن إلغاء الفعالية أيضاً، وكان من المفترض ان تسلم بعض جوائز 2020 هذه السنة كنوع من التعويض.
وألغت لجنة مهرجانات بيروت الدولية "بياف" حفلها هذه السنة أيضاً، والسبب هو الوضع اللبناني عموماً وغياب النشاط الفني بسبب فيروس كورونا. ويتجه القائمون على جائزة "بياف" هذا العام إلى دبي حيث تجري إقامة فعالية مماثلة، وتسلم الجوائز فيها لشخصيات وفنانين من الخليج العربي.
إلى ذلك، يغيب هذه السنة أيضاً "مهرجان السينما والمسرح" الذي كان يقام كل عام في بيروت بمباركة وزارة الثقافة اللبنانية، والسبب بحسب المعلومات هو شح في الميزانيات المالية.