موسيقيون ضد الذكاء الاصطناعي التوليدي: المعركة طويلة

06 اغسطس 2024
تيفت ميريت في حفل في نيويورك، 29 إبريل 2010 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تيفت ميريت، نجمة موسيقى الكانتري، تنتقد استخدام الذكاء الاصطناعي في توليد الأغاني، معتبرةً ذلك سرقة للإبداع البشري وتطالب بوضع ضوابط صارمة.
- انضمت ميريت إلى فنانين آخرين مثل بيلي إيليش ونيكي ميناج في رسالة مفتوحة تحذر من تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع الفني، مما دفع شركات التسجيل الكبرى لرفع دعاوى قضائية.
- يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مضافة للإبداع البشري إذا تم استخدامه بشكل مسؤول، لكن هناك مخاوف من تهميش الفنانين البشريين.

انضمّت صاحبة أغنية Traveling Alone واسعة الشعبية على منصة سبوتيفاي، نجمة موسيقى الكانتري تيفت ميريت، إلى المطالبين بكبح جماح الذكاء الاصطناعي عندما يتعلّق الأمر بتوليد أغانٍ جديدة. تأتي تصريحاتها بعدما طلبت وكالة رويترز من روبوت توليد الموسيقى بالذكاء الاصطناعي "يوديو" إنتاج "أغنية أميركية على طراز تيفت ميريت"، فأنتج الروبوت على الفور أغنية Holy Grounds، وهي أغنية تتحدث كلماتها عن القيادة أثناء مشاهدة الحقول والسموات وهي تغيّر ألوانها.

وقالت الفنانة المرشحة لجائزة غرامي لـ"رويترز" إن "التقليد" الذي ابتكره "يوديو": "لا يصلح لأي ألبوم من ألبوماتي"، وأضافت: "هذا دليل رائع على مدى عدم قدرة هذه التكنولوجيا على الابتكار على الإطلاق... إنها سرقة، كما أن استخدام كميات هائلة من العمل الإبداعي لتقليده ليس إبداعاً. هذه سرقة من أجل المنافسة واستبدالنا".
تيفت ميريت التي لطالما كانت مدافعة عن حقوق الفنانين، ليست الموسيقية الوحيدة التي دقت ناقوس الخطر. في إبريل/نيسان الماضي، انضمت إلى بيلي إيليش ونيكي ميناج وستيفي وندر وعشرات الفنانين الآخرين في رسالة مفتوحة تحذّر من أن الموسيقى التي أنشأها الذكاء الاصطناعي الذي يتدرب على تسجيلات الفنانين يمكن أن "تخرب الإبداع" وتضع الفنانين على الهامش. وتشعر شركات التسجيلات الكبرى بالقلق أيضاً، إذ رفعت شركات "سوني ميوزيك" و"يونيفرسال ميوزيك غروب" و"وورنر ميوزيك" دعوى قضائية ضد "يوديو" وشركة أخرى للذكاء الاصطناعي تسمى "سونو" في يونيو/حزيران الماضي، ما يعني أنّ حرباً بدأت للتو في شق طريقها عبر المحاكم حول حقوق الملكية وضد محتوى الذكاء الاصطناعي.
نَفَت الشركتان اللتان تقفان خلف "سونو" و"يوديو" أمام المحكمة أي انتهاكات لحقوق الملكية الفكرية، زاعمتين أن الدعاوى القضائية مجرد محاولات لقمع الشركات صغيرة الحجم. وقارنتا احتجاجات العلامات وشركات التسجيل، بالمخاوف التي سادت عالم الموسيقى في العقود الماضية، عند إدخال أي تغيير تقني على طريقة إنتاج الموسيقى.
وعبرت ميريت عن قلقها من أن شركات التكنولوجيا قد تحاول استخدام الذكاء الاصطناعي لتحل محل فنانين مثلها. وقالت إنه إذا كان من الممكن استخراج أغاني الموسيقيين مجاناً واستخدامها لإنتاج محتوى متطابق، فإن النموذج الاقتصادي واضح، مشيرةً إلى أن "الروبوتات والذكاء الاصطناعي لا تحصل على حقوق ملكية".
في مقال نشرته "نيويورك تايمز"، تم تسليط الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الموسيقى، حيث يتم استخدام تقنيات مثل "يوديو" و"سونو" لتحليل الموسيقى وتوليدها بشكل مشابه للفنانين البشريين. وقالت الصحيفة إن هذه التكنولوجيا قد تؤدي إلى تغيير جذري في طريقة إنتاج الموسيقى واستهلاكها، مما يثير تساؤلات حول حقوق الملكية الفكرية ومستقبل الفنانين في ظل هذه التطورات.

في ظل هذا التطور السريع، يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مضافة إلى الإبداع البشري إذا تم استخدامه بشكل مسؤول ومنظم، بحيث يكمل العمل البشري بدلاً من أن يستبدله. ولكن في الوقت نفسه، هناك مخاوف كبيرة من أن يؤدي الاعتماد الكبير على هذه التكنولوجيا إلى تراجع الفرص المتاحة للفنانين البشريين وتهميشهم، وهو ما يدفع العديد من الفنانين، مثل تيفت ميريت وزملائها، إلى المطالبة بوضع ضوابط صارمة على استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الموسيقى.

المساهمون