- تفاعل الأمن المغربي بجدية مع الاتصال المزعوم وأجرى تحقيقات أثبتت وهمية الجريمة، مما أدى إلى نشر خبر زائف يمس بالأمن العام واستغلال الحادثة لمنافع شخصية.
- نفت إذاعة هيت راديو تورطها وأكدت التزام موظفيها بالأخلاق والمهنية، بينما دعت الهاكا إلى ضمان حق المواطن في إعلام آمن ومسؤول.
قضت المحكمة الابتدائية في مدينة الدار البيضاء المغربية، مساء اليوم الثلاثاء، بالحبس النافذ أربعة أشهر في حق الصحافي والإذاعي محمد بوصفيحة، الشهير بلقب "مومو"، على خلفية تفجر قضية "اختلاق جريمة وهمية" عبر أثير إذاعة هيت راديو الخاصة. هذا إلى جانب حكم بالحبس ثلاثة أشهر نافذة في حق متهم ثانٍ وخمسة أشهر نافذة في حق متهم ثالث، بعد محاكمتهما بتهمة اختلاق جريمة وهمية وإهانة هيئة منظمة.
وبدأت القضية أثناء إحدى حلقات البث المباشر على إذاعة هيت راديو، عندما استقبل "مومو" اتصالاً مباشراً من مواطن، لكن سرعان ما تحوّل الاتصال إلى مسلسل طويل، إذ تعرّض المواطن لسرقة هاتفه على الهواء مباشرة، كما كان يبدو من أطوار المحادثة مع مذيعي البرنامج.
وبعد وقت، أعاد المواطن الاتصال بالإذاعة من هاتف آخر، وقال إنه تعرّض للسرقة، وإنه عندما اتجه إلى الأمن لتقديم شكوى لم تأخذ الشرطة قصته على محمل الجد، فما كان من المذيع المغربي الشهير إلا أن أعلن تقديم هاتف آيفون 15 له، لتعويضه عن هاتفه المسروق.
وانتشرت هذه القصة بشكل كبير، ليفتح الأمن المغربي تحقيقاً في الواقعة، وخلُصت المصلحة الولائية للشرطة القضائية في مدينة الدار البيضاء، الاثنين الماضي، إلى أن الجريمة وهمية، أدت إلى نشر خبر زائف "يمس بالإحساس بالأمن لدى المواطنين بواسطة الأنظمة المعلوماتية، وإهانة هيئة منظمة عبر الإدلاء ببيانات زائفة".
مومو وحرب بيانات
أكد الأمن المغربي، في بيان، أن "مصالحه في مدينة الدار البيضاء تفاعلت بجدية كبيرة مع اتصال هاتفي تلقته هيت راديو، يتحدث عن ملابسات سرقة مزعومة وعن تقاعس مفترض من جانب مصالح الأمن، حيث تعاملت معه على أنه تبليغ عن جريمة حقيقية، وفتحت بشأنه بحثاً قضائياً بغرض توقيف المشتبه فيهم وتحديد المسؤوليات القانونية اللازمة"، وأوضحت التحقيقات أن الشخص المتصل انتحل هوية كاذبة، واختلق واقعة سرقة وهمية بمشاركة شخص ثانٍ، ولم يراجع أي مصلحة أمنية، وأنه حصل على الهاتف بغرض تحقيق منافع شخصية والرفع من مشاهدات الإذاعة المذكورة.
وحينها نفت الإذاعة تورطها في ارتكاب هذه الأفعال، وأنها والأشخاص العاملين لديها "لا صلة لهم بهذه القضية"، مع نفي "بشدة وجود أي علاقة لهم بالأشخاص الذين يقفون وراء هذه الأفعال المزعومة"، معتبرةً إياها "تتعارض تماماً مع قيمهاً"، وأن موظفيها "ملتزمون بمبادئ أخلاقية ومهنية صارمة"، وعارضةً التعاون مع الشرطة.
ومن جانبها، قالت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، المؤسسة المنظمة لقطاع الإذاعة والتلفزيون في المغرب، إنها "عاينت تطورات المتابعة القضائية لمواطنين في قضية اختلاق جريمة وهمية وإهانة هيئة منظمة وبث معلومات زائفة، خلال المشاركة في برنامج إذاعي"، ودعت إلى "صون حق المواطن في مضامين إعلامية يقظة وآمنة".