انتقلت المواجهة السياسية بين الحكومة التركية و"جماعة الخدمة" التي يتزعمها الداعية فتح الله غولن إلى ميدان التايمز الأميركي في مدينة نيوريوك، عبر الإعلانات المضادة على شاشات عملاقة، الأمر الذي أشعل الشارع التركي.
وتتهم الحكومة الجماعة بقيادة حملات إعلانية متكررة، "تستهدف رسم صورة غير لائقة بشأن تركيا في أذهان الشعب الأميركي"، وذلك بعد أن انتشر قبل أيام إعلان على إحدى الشاشات الإعلانية بقرب الميدان، يحمل عنوان "أوقفوا أردوغان"، وهو ما أثار حفيظة جمعية "المجتمع التركي- الأميركي".
وعلى الرغم من أن الإعلان الذي بث في 3 من الشهر الجاري، وجرت إزالته من قبل الشركة بعد استياء أعضاء الجمعية، إلا أن النيابة العامة في أنقرة، فتحت تحقيقاً في الإعلان ومتابعة مموليه من أجل تقديمهم للقضاء، في وقت انتشر فيه بمختلف مناطق تركيا إعلانات أخرى داعمة للرئيس رجب طيب أردوغان وبلغات عديدة، منها العربية.
ومع إزالة الإعلان في ميدان التايمز، عملت جمعية "المجتمع التركي - الأميركي" على استئجار شاحنة تحمل شاشات رقمية كبيرة للإعلانات، جابت المناطق الحيوية في نيويورك، مثل ميدان التايمز، ومحطة القطار، ناشرةً إعلانات عن "جماعة الخدمة" المتهمة بالعملية الانقلابية الفاشلة في تركيا في عام 2016.
وجابت الشاحنة شوارع نيويورك لمدة 3 أيام، ومكتوب على شاشاتها عبارات عدة، بينها "أحبوا أردوغان" و"غولن زعيم جماعة راديكالية معادية للسامية يعيش في بنسلفانيا، أوقفوه"، كما جالت بالقرب من مكان إقامة غولن في بنسلفانيا، بحسب ما أفادت وكالة "الأناضول" الرسمية.
وفي أحدث مواجهة بين الطرفين، ظهر الليلة الماضية إعلان جديد داعم للحكومة على إحدى الشاشات الإعلانية العملاقة في ميدان التايمز الشهير المزدحم في نيويورك، تضمن عبارات "أوقفوا غولن، يقيم في بنسلفانيا، قتل 251 إنسانا بريئا".
وبحسب وسائل إعلام تركية استقصت الجهة التي وضعت الإعلان في أميركا، تبيّن أن جماعة تسمى "دعاة إسكات تركيا"، هي التي تقف وراء الحملة، ويترأسها مراد كافالا، الذي رفض أسئلة صحافيين وجهت له عن تمويل الإعلان وهدفه والعلاقة مع جماعة غولن، فيما هدد الأخير الصحافيين الأتراك بالملاحقة القضائية في أميركا.
وعقب الإعلان الأول، صدرت ردود أفعال عديدة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، كان أبرزها من المتحدث باسم الحزب، عمر تشليك، الذي قال "جماعة الخدمة عدو لتركيا وعبد لمشاريع الخيانة، وهو مثل حزب العمال الكردستاني عدو الإنسانية، وهذه الهجمات لا تستهدف أردوغان بل الشعب"، فضلا عن ردود أخرى وتفاعل كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ويقيم الداعية فتح الله غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وكانت جماعته متغلغلة منذ أعوام طويلة داخل أجهزة الدولة التركية، لا سيما في أجهزة الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، للتحكم فيها وإدارتها.
وليلة 15 يوليو/تموز 2016، شهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع للجماعة، بحسب الحكومة، حاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
Ny times square de de Stop Erdogan var... pic.twitter.com/Ud9d2sPaG5
— Bi Kahve ? ☕️ 🏡 (@cokdaonemli) March 7, 2021