تحفل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بمجموعات تروّج للإنتاجات العربية المستنسخة عن الدراما التُركية. قبل أيام، بدأت منصة شاهد السعودية بالترويج لمسلسل جديد بعنوان "كريستال"، مستنسخ عن المسلسل التركي الشهير "حرب الورود"، قالت المنصّة إن العرض سيكون مجاناً ومن دون اشتراك.
عامل ترويجي آخر تستغله المنصة السعودية لكسب مزيد من المشاهدات من دون اشتراكات، ما يطرح مزيداً من الأسئلة حول المغزى من هذه الإنتاجات التي من دون شك تحقق نسبة مشاهدة جيدة، لكنها في المقابل تفتقد إلى عامل الحرفية والدقة، والمواهب في التمثيل.
يدخل معظم الممثلين السوريين عالم الدراما التجارية، والسبب الوحيد هو أجر الممثل في المسلسلات المُعربة، إذ يزيد عن أجره في دمشق، أو حتى عمّا تقدمه شركات إنتاج الدراما المشتركة في بيروت، وذلك ما دفع عدداً كبيراً من نجوم الصف الاول في الدراما السورية إلى الاتجاه نحو إسطنبول، ومنهم باسل خياط (الثمن) وديمة قندلفت وكاريس بشار وقيس الشيخ نجيب وسامر المصري (ستيلتو)، ومحمد الأحمد (عروس بيروت)، وأخيراً محمود نصر الذي يلعب دور البطولة في "كريستال"، إلى جانب الممثلتين اللبنانيتين باميلا الكيك وستيفاني عطالله. ليست التجربة الأولى لباميلا الكيك في الدراما المُعربة، إذ كانت قد لعبت قبل عام بطولة مسلسل تركي مُعرب بعنوان "ع الحلوة والمُرة"، ويبدو أنها تخطت امتحان "شاهد" بنجاح لتمنح بطولة ثانية في "كريستال".
كل هذه المعطيات أمامنا تؤخر من قبول الممثل السوري العمل في الدراما السورية، وهو أمر أبعد باسل خياط وقيس الشيخ نجيب وكاريس بشار وسلافة معمار عن الدراما المحلية، وحمل أيضاً مجموعة أخرى إلى "الهجرة"، مثل أيمن زيدان، وقصي خولي العامل في الدراما المشتركة منذ أربع سنوات، ومكسيم خليل أيضاً الذي اختير أخيراً لدور البطولة في مسلسل "حب للإيجار" بالنسخة المُعربة. لكنه عدل عن قراره فاستقدم زميله معتصم النهار بمشاركة مواطنته هبة نور، ليبدأ التصوير الشهر المقبل في إسطنبول للنسخة العربية.
ويعمل حالياً أيمن زيدان وسامر إسماعيل ويارا صبري على تصوير مسلسل "في الداخل"، بالنسخة العربية الذي سيعرض بعد انتهاء مسلسل "كريستال"، أي منتصف الصيف المقبل.
لم تحقق الدراما السورية في موسم رمضان 2023 تقدماً ملحوظاً، وظلت معظم الأعمال التي سُمح لها بالعرض تغوص مكانها، في حكايات تقليدية أكثرها يعتمد على أجواء البيئة الشامية التي خرجت بأربعة مسلسلات، ولعب دور البطولة فيها سلوم حداد وباسم ياخور في "العربجي"، وشارك أيمن زيدان إلى جانب أمل عرفة بطولة "زقاق الجن" للمخرج تامر إسحاق.
من المتوقع أن تبني الأيام القليلة استراتيجية إنتاجية جديدة، لتبقى المسؤولية على شركات الإنتاج السورية للفصل بين الإنتاج اللبناني والمشترك، وإعادة دراسة أجور الممثلين لإنتاج مزيد من الأعمال الخاصة التي تسهم في حل المشكلة المتفاقمة، وما ينفذ من قصص عليها أن تحاكي الواقع، وليست مجرّد أحداث متخيلة تطرحها دراما البيئة الشامية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
