كان حرياً بالرئيس الأميركي جو بايدن أن يطلب وقف العنف في غزة، لكنه لم يفعل ذلك خلال زيارته إسرائيل، في وقت كانت رائحة بارود الصاروخ الأميركي الذي ضرب مستشفى المعمداني ما زالت تفوح في المكان، ومعها رائحة الموت في الموقع الذي شهد إحدى أكبر المجازر في التاريخ.
كذلك كان حريّاً برئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن يلفظ أقل عبارة تنبذ العنف، لكنه كان فرحاً بتأييد جرائم إسرائيل في حديث أدلى به في الهواء الطلق، كأنه يريد أن تذهب الكذبة غير الإنسانية الكبرى سريعاً مع الرياح.
وهكذا يستمر العنف الإسرائيلي في غزة من دون رادع من أي زعيم ذي ثقل سياسي في العالم، ولو بكلمة بسيطة قد توقف الدماء، ويذكرنا ذلك بقصة الفيلم الهوليوودي "ميونخ" حين طلب بطله الذي قاد عمليات الانتقام من مقتل رياضيين إسرائيليين في أولمبياد ميونخ عام 1972 من رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير وقف المهمات "لأنها باتت غير مقنعة"، لكنها تصرّ على الاستمرار، فيختفي البطل ويتوارى.
وهنا يطرح السؤال، هل أصبح بايدن وسوناك وغيرهما، كما بطل فيلم "ميونخ"، أدوات لاستمرار العنف وإراقة الدماء بطلب من إسرائيل، وإلى متى يستمرون في أداء هذا الدور المخزي لأممهم وتاريخهم السياسي الذي لا يساهم إلا في نقل عدسات الإعلام من مشهد لا إنساني إلى آخر بوتيرة متصاعدة وأكثر ألماً بسبب أحقاد لا تنتهي؟
(العربي الجديد)