في الوقت الذي تندفع فيه ماكينة الإعلان للترويج لأعياد الميلاد وكل ما يرتبط بهذه الأعياد المجيدة من تشجيع مفرط على الاستهلاك، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة في فرنسا، حيث صعود البطالة وارتفاع معدلات الفقر، خرجت صحيفة "سيني" الشهرية بغلاف مختلف عن السائد، وكرس خطّها التحريري. وهكذا كان غلافها، لشهر ديسمبر/ كانون الأول، الذي صدر أمس الأربعاء 07 ديسمبر/ كانون الأول، عبارة عن رسم كبير بعنوان: "عيد الميلاد في مدينة حلب"، ويصور الرسم طفلاً تقتلع الصواريخ والقنابل رأسَه، وهو يقول: "...ليس الهدية التي كنتُ أنتظرها"، ما يكشف المحنة غير المسبوقة الني يعيشها سكان حلب، من جراء الحصار والقصف من نظام بشار الأسد وروسيا عليها، وفي المقدمة أطفالها.
ويتضمن العدد لقاءً مع مدير معهد الأبحاث والدراسات المتوسطية والشرق الأوسطية، جان - بول شانيولو، أكد فيه أن "السياسات الغربية، منذ اتفاقات سايكس بيكو في عشرينيات القرن الماضي إلى الحرب في العراق، قادت إلى الكارثة الحالية".
وعن الوضع في سورية، رأى البروفيسور شانيولو أن "الغربيين لن يستطيعوا فعل شيء في سورية، بشكل عام وفي حلب، بشكل خاص، لأنهم ليسوا قادرين على إرساء ميزان القوى"، ويمكن اختزال المواقف الغربية في "تصريحات لا وزن لها". وأضاف: "لقد خرج الأسد قوياً، ووجدت المعارضة نفسَها في وضعية مهزوزة، في حين أن تنظيم "داعش" استطاع أن يكشف بأنه لا يمكن أبدًا الاعتماد على تعهد الغربيين".
وأكد الباحث شانيولو أن الغربيين "لم يدركوا أنهم ليسوا إزاء نظام متسلط، فقط، بل وإزاء نظام توتاليتاري سيفعل كل شيء من أجل التشبث بالسلطة، حتى ولو أدّى الأمر إلى سحق شعبه، وقد فعله من قبل. وقد كان الأمر واضحاً منذ سنة 2011".
ورأى أنه من السابق لأوانه معرفة سياسة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في الشرق الأوسط: "في حملته الانتخابية أظهر انحيازًا لإسرائيل، ثم أعلن أنه يريد أن يكون الشخصَ الذي يصنع السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وانتقد الباحث من يتهمه بالانحياز إلى الفلسطينيين، معتبراً أنّه "متعلق بمبادئ القانون والحرية. (...) إن المشكلة هي رؤية شعب تحت الاحتلال. الأمر غير مقبول في القرن الواحد والعشرين. يوجد قانون دولي، فلنحترمه. الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني بسيطٌ في لفظه. ومن أجل حلّه يكفي تطبيق القرارات التي صوّت عليها العالم بأسره، بمن فيهم الأميركيون"، بحسب ما قال.
اقــرأ أيضاً
واعتبر الباحث أن للعامل القومي الديني في إسرائيل وزناً كبيراً في رسم السياسة الإسرائيلية: "لنأخذ تصريحين، الأول لوزير التربية، نافتالي بينيت، وهو يعلق على انتخاب ترامب، بالقول: "لقد ولّى عصر الدولة الفلسطينية"، وتصريح وزير ثان، كان في زيارة إلى إيطاليا، اعتبر أن الزلزال الذي ضرب إيطاليا كان عقابا على تصويتها في اليونسكو لصالح القرار الفلسطيني حول الأراضي المقدسة في القدس".
وفي انتقاد لمواقف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المنحازة لإسرائيل، استذكر الباحث شانيولو، زيارة هولاند لإسرائيل والأراضي الفلسطينية نوفمبر/ تشرين الثاني من سنة 2013، ولقائه، من رام الله، مع طلاب غزّة، عبر الأقمار الصناعية، والذين قدّموا له صورة قاتمة عن حياتهم، ثم جواب الرئيس الفرنسي على تساؤلاتهم: "يجب التفكير في أمن إسرائيل". وهو ما يلخصه الباحث الفرنسي في "ذهول الطُلاب الفلسطينيين من غياب أي إحساس لدى الرئيس الفرنسي بشروط حياتهم"، ويختم موقفه بخصوص الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، بالقول: "حين أسمع مسؤولين سياسيين في إسرائيل أو في فرنسا يؤيدون، بشكل أعمى، حكومة نتنياهو، فهم في نظري معادون جدا لإسرائيل. إنهم يتصرفون، على المستويين المتوسط والبعيد، ضد مصالح إسرائيل".
وفي عموده الدائم في الصحيفة، يكتب الصحافي الإسرائيلي المعادي للصهيونية، ميخائيل فارشافسكي، عن الحرائق التي ضربت، مؤخرا، إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وموقف نتنياهو، هذا "الإطفائي المهووس بإشعال الحرائق"، الذي سمح لمساعديه وأعضاء من حزبه، ومن بينهم النائبة عنات بيركو، باتهام "العرب، كل العرب، بالمسؤولية"، على الرغم من أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أرسل إطفائييه لمؤازرة زملائهم الإسرائيليين. وعلى الرغم، كما يشدد فارشافسكي، "من أن كل المتوسطيين يعرفون أن حرائق الغابات تشكل جزءا من واقع بلدانهم، حين تتأخر التساقطات المَطريّة، وتهب الريح القوية من جهة الشرق.. وفي هذه الحالة ليس ثمة حاجة للعرب لإشعال الحرائق"، و"لكن نتنياهو، سجين هوسِه بخصوص الإرهاب، لا يُفوّت أي لقاء تلفزيوني كي يجعل من هذه الكارثة مكيدةً فلسطينية".
اقــرأ أيضاً
وعن الوضع في سورية، رأى البروفيسور شانيولو أن "الغربيين لن يستطيعوا فعل شيء في سورية، بشكل عام وفي حلب، بشكل خاص، لأنهم ليسوا قادرين على إرساء ميزان القوى"، ويمكن اختزال المواقف الغربية في "تصريحات لا وزن لها". وأضاف: "لقد خرج الأسد قوياً، ووجدت المعارضة نفسَها في وضعية مهزوزة، في حين أن تنظيم "داعش" استطاع أن يكشف بأنه لا يمكن أبدًا الاعتماد على تعهد الغربيين".
وأكد الباحث شانيولو أن الغربيين "لم يدركوا أنهم ليسوا إزاء نظام متسلط، فقط، بل وإزاء نظام توتاليتاري سيفعل كل شيء من أجل التشبث بالسلطة، حتى ولو أدّى الأمر إلى سحق شعبه، وقد فعله من قبل. وقد كان الأمر واضحاً منذ سنة 2011".
ورأى أنه من السابق لأوانه معرفة سياسة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في الشرق الأوسط: "في حملته الانتخابية أظهر انحيازًا لإسرائيل، ثم أعلن أنه يريد أن يكون الشخصَ الذي يصنع السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وانتقد الباحث من يتهمه بالانحياز إلى الفلسطينيين، معتبراً أنّه "متعلق بمبادئ القانون والحرية. (...) إن المشكلة هي رؤية شعب تحت الاحتلال. الأمر غير مقبول في القرن الواحد والعشرين. يوجد قانون دولي، فلنحترمه. الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني بسيطٌ في لفظه. ومن أجل حلّه يكفي تطبيق القرارات التي صوّت عليها العالم بأسره، بمن فيهم الأميركيون"، بحسب ما قال.
واعتبر الباحث أن للعامل القومي الديني في إسرائيل وزناً كبيراً في رسم السياسة الإسرائيلية: "لنأخذ تصريحين، الأول لوزير التربية، نافتالي بينيت، وهو يعلق على انتخاب ترامب، بالقول: "لقد ولّى عصر الدولة الفلسطينية"، وتصريح وزير ثان، كان في زيارة إلى إيطاليا، اعتبر أن الزلزال الذي ضرب إيطاليا كان عقابا على تصويتها في اليونسكو لصالح القرار الفلسطيني حول الأراضي المقدسة في القدس".
وفي انتقاد لمواقف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المنحازة لإسرائيل، استذكر الباحث شانيولو، زيارة هولاند لإسرائيل والأراضي الفلسطينية نوفمبر/ تشرين الثاني من سنة 2013، ولقائه، من رام الله، مع طلاب غزّة، عبر الأقمار الصناعية، والذين قدّموا له صورة قاتمة عن حياتهم، ثم جواب الرئيس الفرنسي على تساؤلاتهم: "يجب التفكير في أمن إسرائيل". وهو ما يلخصه الباحث الفرنسي في "ذهول الطُلاب الفلسطينيين من غياب أي إحساس لدى الرئيس الفرنسي بشروط حياتهم"، ويختم موقفه بخصوص الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، بالقول: "حين أسمع مسؤولين سياسيين في إسرائيل أو في فرنسا يؤيدون، بشكل أعمى، حكومة نتنياهو، فهم في نظري معادون جدا لإسرائيل. إنهم يتصرفون، على المستويين المتوسط والبعيد، ضد مصالح إسرائيل".
وفي عموده الدائم في الصحيفة، يكتب الصحافي الإسرائيلي المعادي للصهيونية، ميخائيل فارشافسكي، عن الحرائق التي ضربت، مؤخرا، إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وموقف نتنياهو، هذا "الإطفائي المهووس بإشعال الحرائق"، الذي سمح لمساعديه وأعضاء من حزبه، ومن بينهم النائبة عنات بيركو، باتهام "العرب، كل العرب، بالمسؤولية"، على الرغم من أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أرسل إطفائييه لمؤازرة زملائهم الإسرائيليين. وعلى الرغم، كما يشدد فارشافسكي، "من أن كل المتوسطيين يعرفون أن حرائق الغابات تشكل جزءا من واقع بلدانهم، حين تتأخر التساقطات المَطريّة، وتهب الريح القوية من جهة الشرق.. وفي هذه الحالة ليس ثمة حاجة للعرب لإشعال الحرائق"، و"لكن نتنياهو، سجين هوسِه بخصوص الإرهاب، لا يُفوّت أي لقاء تلفزيوني كي يجعل من هذه الكارثة مكيدةً فلسطينية".