رمضان يُنعش نشاط الباعة الجائلين بالمغرب
عبثاً يحاول ممثلو السلطة المحلية بالقرب من سوق "القريعة" بالدار البيضاء، إقناع مئات الباعة بالابتعاد عن احتلال الشوارع. يحدث ذلك في الأيام العادية، غير أنه في شهر رمضان، يبدو وكأن الجميع يسلم بأنه لا فائدة من الوقوف أمام زحف الباعة الجائلين.
في رمضان لا داعي للتوجه إلى سوق القريعة بالسيارات، فكل الشوارع المؤدية إليه محتلة من قبل الباعة الجائلين، الذين يعرضون الألبسة، والعصائر، والخضر والفواكه والتمور.
عبد الكريم بيساني، الذي اعتاد بيع الساعات اليدوية في الأيام العادية بسوق القريعة، يؤكد أن عدد الباعة الجائلين في هذه السوق يتضاعف بأربع مرات في رمضان.
ويلاحظ هذا الشاب الثلاثيني، أن العديد من الباعة الجائلين الجدد، هم من أبناء المدينة العاطلين الذين يسعون إلى تأمين إيرادات يواجهون بها مصاريفهم العادية وتوفير أموال للسفر في الصيف، كما يوجد من بينهم أشخاص يأتون من الأرياف لبيع الخضر والفواكه والتمور.
يؤكد مصدر من مدينة فاس، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن السلطات تبذل مساعي للحد من انتشار الباعة الجائلين، غير أنه يعتبر أن الواقع يقول عكس ذلك، فهم يزحفون على جميع المساحات والأماكن التي يمكنهم شغلها في رمضان.
يوضح أنه في رمضان يظهر باعة جائلون، غير مألوفين لدى الناس، مثل أولئك الذين يبيعون الأجبان والمعجنات والتمور. تلك فرصتهم كي يحصلوا على إيرادات تمكنهم من مواجهة تكاليف الحياة.
وتشير الدراسة التي سبق لوزارة التجارة والصناعة والاستثمارات أن أنجزتها، إلى أن الباعة الجائلين الذين يقدر عددهم بقرابة 276 ألفا في المغرب، يتكفلون بأسر تضم 1.38 مليون شخص.
وتذهب الدراسة إلى أن حوالي ثلثي الباعة الجائلين، يشكل ذلك النشاط حرفة رئيسية بالنسبة لهم، فهي مصدر رزقهم الوحيد في المملكة.
غير أن الثابت أنه في رمضان وفي الفترات التي تسبق الأعياد، يتجاوز عدد الباعة الجائلين ذلك العدد، حيث يصبحون أكثر تواجدًا بالقرب من الأسواق الرسمية والشوارع والأزقة في الأحياء الشعبية.
ويتجلى من الدراسة الوحيدة المتوفرة حول هذه الفئة، أن الباعة الجائلين يحققون رقم مبيعات يصل إلى حوالي 4.5 مليارات دولار. وهو رقم تساهم فيه الأعياد والمناسبات الدينية بحصة كبيرة.
اقــرأ أيضاً
ولا يكف أصحاب محلات البقالة وتجار الخضر والفواكه والألبسة في الأسواق والمناطق التجارية الرسمية عن الشكوى من انتشار الباعة الجائلين، غير أنهم أضحوا واقعا يصعب تغييره، خاصة في رمضان.
يشير محمد لطيفي، رئيس جمعية تجار المواد الغذائية بالتقسيط والجملة، إلى المنافسة غير المشروعة التي يشكلها الباعة الجائلون، الذين لا يتحملون تكاليف إضافية مثل الضرائب.
وفي بعض المناطق التجارية، دأب بعض التجار على الاحتجاج على توقف نشاطهم بسبب الباعة الجائلين. تلك احتجاجات تستجيب لها السلطات بمنع الباعة الجائلين، غير أنهم ما يلبثون أن يعودوا إلى ممارسة نشاطهم.
ورغم تنبيه جمعيات حماية المستهلك من خطور اللجوء إلى الباعة غير المعترف بهم على الصحة العامة، إلا أن الإقبال عليهم يتزايد في شهر رمضان.
وينبه رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، محمد الخراطي، إلى أنه لا يفترض شراء السلع التي يمكن أن تنقل الأمرض من الباعة الجائلين مثل الأجبان والأسماك.
ودفع تسمم أسرة كاملة بمدينة وارززات، السلطات المختصة إلى دعوة الأسر إلى التزود بالمنتجات من الأماكن المرخصة المختصة والتأكد من جودة السلع الغذائية المعروضة للبيع.
وأعلن المكتب الوطني للسلامة الصحية بالمغرب، عن حجز 68 طنا من السلع الفاسدة خلال الثلث الأول من رمضان، مكونة من لحوم وأسماك ومشروبات وحليب ودقيق وتمور.
ولا يثني ذلك الأسر عن الإقبال على الباعة الجائلين، الذين يوفرون السلع بأسعار منخفضة مقارنة بالمحلات التي تتحمل مصاريف إضافية تضمنها في سعر البيع.
ودأبت جمعيات حماية المستهلك على التحذير من أن الإقبال الكبير على الشراء في المغرب، يفضي إلى ارتفاع الأسعار، قبل رمضان وفي الأيام الأولى منه، مشيرة إلى أن ميل الأسر للإنفاق على الغذاء بشكل يفيض عن الحاجة يحرض الوسطاء على زيادة الأسعار.
وتقدر المندوبية السامية للتخطيط (حكومية) الارتفاع في الاستهلاك في شهر رمضان بنسبة 16%، لافتة إلى أن 82% من تلك الزيادة مردها إلى المنتجات الغذائية.
كما أشارت المندوبية في تقرير صادر في وقت سابق، إلى أن 87% من الأسر تعتبر أسعار المواد الغذائية خلال 12 شهراً الماضية قد سجلت ارتفاعاً متفاوتاً.
اقــرأ أيضاً
عبد الكريم بيساني، الذي اعتاد بيع الساعات اليدوية في الأيام العادية بسوق القريعة، يؤكد أن عدد الباعة الجائلين في هذه السوق يتضاعف بأربع مرات في رمضان.
ويلاحظ هذا الشاب الثلاثيني، أن العديد من الباعة الجائلين الجدد، هم من أبناء المدينة العاطلين الذين يسعون إلى تأمين إيرادات يواجهون بها مصاريفهم العادية وتوفير أموال للسفر في الصيف، كما يوجد من بينهم أشخاص يأتون من الأرياف لبيع الخضر والفواكه والتمور.
يؤكد مصدر من مدينة فاس، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن السلطات تبذل مساعي للحد من انتشار الباعة الجائلين، غير أنه يعتبر أن الواقع يقول عكس ذلك، فهم يزحفون على جميع المساحات والأماكن التي يمكنهم شغلها في رمضان.
يوضح أنه في رمضان يظهر باعة جائلون، غير مألوفين لدى الناس، مثل أولئك الذين يبيعون الأجبان والمعجنات والتمور. تلك فرصتهم كي يحصلوا على إيرادات تمكنهم من مواجهة تكاليف الحياة.
وتشير الدراسة التي سبق لوزارة التجارة والصناعة والاستثمارات أن أنجزتها، إلى أن الباعة الجائلين الذين يقدر عددهم بقرابة 276 ألفا في المغرب، يتكفلون بأسر تضم 1.38 مليون شخص.
وتذهب الدراسة إلى أن حوالي ثلثي الباعة الجائلين، يشكل ذلك النشاط حرفة رئيسية بالنسبة لهم، فهي مصدر رزقهم الوحيد في المملكة.
غير أن الثابت أنه في رمضان وفي الفترات التي تسبق الأعياد، يتجاوز عدد الباعة الجائلين ذلك العدد، حيث يصبحون أكثر تواجدًا بالقرب من الأسواق الرسمية والشوارع والأزقة في الأحياء الشعبية.
ويتجلى من الدراسة الوحيدة المتوفرة حول هذه الفئة، أن الباعة الجائلين يحققون رقم مبيعات يصل إلى حوالي 4.5 مليارات دولار. وهو رقم تساهم فيه الأعياد والمناسبات الدينية بحصة كبيرة.
ولا يكف أصحاب محلات البقالة وتجار الخضر والفواكه والألبسة في الأسواق والمناطق التجارية الرسمية عن الشكوى من انتشار الباعة الجائلين، غير أنهم أضحوا واقعا يصعب تغييره، خاصة في رمضان.
يشير محمد لطيفي، رئيس جمعية تجار المواد الغذائية بالتقسيط والجملة، إلى المنافسة غير المشروعة التي يشكلها الباعة الجائلون، الذين لا يتحملون تكاليف إضافية مثل الضرائب.
وفي بعض المناطق التجارية، دأب بعض التجار على الاحتجاج على توقف نشاطهم بسبب الباعة الجائلين. تلك احتجاجات تستجيب لها السلطات بمنع الباعة الجائلين، غير أنهم ما يلبثون أن يعودوا إلى ممارسة نشاطهم.
ورغم تنبيه جمعيات حماية المستهلك من خطور اللجوء إلى الباعة غير المعترف بهم على الصحة العامة، إلا أن الإقبال عليهم يتزايد في شهر رمضان.
وينبه رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، محمد الخراطي، إلى أنه لا يفترض شراء السلع التي يمكن أن تنقل الأمرض من الباعة الجائلين مثل الأجبان والأسماك.
ودفع تسمم أسرة كاملة بمدينة وارززات، السلطات المختصة إلى دعوة الأسر إلى التزود بالمنتجات من الأماكن المرخصة المختصة والتأكد من جودة السلع الغذائية المعروضة للبيع.
وأعلن المكتب الوطني للسلامة الصحية بالمغرب، عن حجز 68 طنا من السلع الفاسدة خلال الثلث الأول من رمضان، مكونة من لحوم وأسماك ومشروبات وحليب ودقيق وتمور.
ولا يثني ذلك الأسر عن الإقبال على الباعة الجائلين، الذين يوفرون السلع بأسعار منخفضة مقارنة بالمحلات التي تتحمل مصاريف إضافية تضمنها في سعر البيع.
ودأبت جمعيات حماية المستهلك على التحذير من أن الإقبال الكبير على الشراء في المغرب، يفضي إلى ارتفاع الأسعار، قبل رمضان وفي الأيام الأولى منه، مشيرة إلى أن ميل الأسر للإنفاق على الغذاء بشكل يفيض عن الحاجة يحرض الوسطاء على زيادة الأسعار.
وتقدر المندوبية السامية للتخطيط (حكومية) الارتفاع في الاستهلاك في شهر رمضان بنسبة 16%، لافتة إلى أن 82% من تلك الزيادة مردها إلى المنتجات الغذائية.
كما أشارت المندوبية في تقرير صادر في وقت سابق، إلى أن 87% من الأسر تعتبر أسعار المواد الغذائية خلال 12 شهراً الماضية قد سجلت ارتفاعاً متفاوتاً.
دلالات
المساهمون
المزيد في اقتصاد