بدأت مفاعيل العقوبات الأميركية على إيران تنعكس عملياً على أرض الواقع، إذ أعلنت شبكة "سويفت" لخدمة التراسل المالي (مقرها بلجيكا)، اليوم الإثنين، أنها قررت تعليق وصول بعض البنوك الإيرانية التي لم تسمها إلى نظام التراسل الخاص بها، من أجل الحفاظ على استقرار وسلامة النظام المالي العالمي.
لكنها لم تتطرّق إلى ذكر العقوبات الأميركية التي أعيد فرضها على بعض المؤسسات المالية الإيرانية اليوم الإثنين، في إطار محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرامية إلى إجبار إيران على الحد من أنشطتها النووية والصاروخية والإقليمية.
وقال بيان سويفت إن تعليق وصول البنوك الإيرانية إلى نظام التراسل هو خطوة "مؤسفة"، لكنها "اتُخذت لمصلحة الاستقرار وسلامة النظام المالي العالمي الأوسع نطاقاً".
ويعكس قرار سويفت عدم التطرق إلى ذكر استئناف العقوبات، على الأرجح، حقيقة أنها عالقة بين متطلبين تنظيميين متناقضين: فالحكومة الأميركية أبلغت "سويفت" أنها تتوقع منها الامتثال للعقوبات وإلا فإنها قد تواجه عقوبات من واشنطن إذا لم تمتثل لها. وعلى الجانب الآخر، يحظر على "سويفت" القيام بذلك بموجب قانون الاتحاد الأوروبي المعروف باسم قانون الحجب، الذي قد يعرضها لعقوبات أوروبية إذا امتثلت للقانون الأميركي.
الرد الإيراني
بدورها، قالت إيرا إنها اتخذت الإجراءات المصرفية اللازمة لمواصلة التجارة مع شركائها، بحسب ما نقله التلفزيون الرسمي عن محافظ البنك المركزي الإيراني، عبدالناصر همتي.
وقال همتي: "أجرينا محادثات مع شركائنا التجاريين، وتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمواصلة المعاملات الإيرانية. كنا نتوقع تلك العقوبات، ولذا وضعنا خططا لها وما بعدها... وأخذنا في الاعتبار احتمال فصل البنوك عن نظام سويفت، درسنا بدائل لاستبداله".
إيران خسرت ملياري دولار منذ مايو
مبعوث الولايات المتحدة الخاص بإيران، برايان هوك، قال للصحافيين عبر الهاتف اليوم، إن إيران فقدت إيرادات نفطية بحوالي ملياري دولار منذ مايو/ أيار عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي.
وقال هوك: "لقد أخرجنا مليون برميل (من النفط) من السوق وهذا وحده سيقلّص إيرادات النظام الإيراني النفطية بملياري دولار".
ارتفاع سعر النفط مع بدء العقوبات
وقد استردّت أسعار النفط بعض عافيتها اليوم، بعد تكبدها خسائر ثقيلة على مدى 5 أيام مع فرض الولايات المتحدة العقوبات على إيران التي قالت إنها ستواصل بيع النفط إلى الخارج.
وبحلول الساعة 14:20 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر برميل خام القياس العالمي مزيج برنت 80 سنتا إلى 73.63 دولاراً، بينما زاد الخام الأميركي الخفيف 50 سنتاً إلى 63.64 دولاراً.
وخسر الخامان القياسيان أكثر من 15% منذ وصولهما إلى أعلى مستوياتهما في 4 سنوات في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول، مع تقليص صناديق التحوط لمراكز شراء الخام إلى أدنى مستوى في عام.
ورداً على إعلان العقوبات الأميركية، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، إن إيران ستخرق العقوبات وستواصل بيع النفط.