يؤثر اقتصاديو سورية، مدَّ كتاب الكوميديا والدراما، بلوحات وأفكار، فيها من المفارقة، مالم يخطر لعلي سالم "كاتب مدرسة المشاغبين" على بال، فنظام المزرعة و"كل مين ايدو الو" يحرّض المبدعين بدمشق، على رفد علم الاقتصاد والتكنولوجيا، بما يفوت مايكروسوفت ويغيب عن خلد إدارة "اتش اس بي سي" البريطاني.
يقول الخبر: بدأ المصرف التجاري السوري بخطوة، وصفها إعلام بشار الأسد "أفق جديد" وهي توفير التغذية الكهربائية للصرافات عن طريق الطاقة الشمسية.
وذلك -نقلاً عن الإعلام السوري الممانع- بعد دراسات متأنية وشاملة لكل ما يتعلق بصرافاته الآلية، ليتلافى المعوقات التي تعترض عملها، ولا سيما بالنسبة للطاقة الكهربائية، حفاظاً منه على جودة الخدمة التي يقدمها للمواطن ولاستقطاب الشريحة الأكبر من الزبائن.
ويدرس التجاري السوري حالياً، تزويد صرافاته الآلية بألواح ووحدات الطاقة الشمسية لتأمين التغذية الكهربائية على مدار الساعة، تفادياً لانقطاعات التيار الكهربائي ولضمان بقائها بالخدمة لتأمين سحب الأموال والإيداع.
قصارى القول: ربما من الواجب، وبعد إبداء الدهشة لهذا الأفق والسبق، أن نشيد بعبقرية صاحب الفكرة التي تفتقت معه بفصل الشتاء، إذ لا شمس تكفي لمد فكرته والصرافات، بالطاقة التي تبقيهما على قيد العمل والاختراع.
ومن ثم نسأل، هل انتهت المشاكل المصرفية، لدى التجاري السوري وبقية المصارف، ليذهبوا بفكرهم الإبداعي للطاقة الشمسية.
بمعنى آخر، ثمة خطر يداهم المصارف الحكومية بسورية، يصل حد إغلاقها، بعد وصول الديون المتعثرة، أو المشكوك بتحصيلها، بعد افلاس المقترضين أو سفرهم، لما ينوف 120 مليار ليرة، حصة المصرف الصناعي وحده 20 مليار ليرة، ووصل الأمر بمنع سفر نحو 1100 سوري مقترض ويعجز عن التسديد.
وأيضاً، أبقي بسورية من يودع لدى المصارف، لينشغل بال المبدعين بتأمين الخدمة له، بعد نسب التضخم الهائلة التي أكلت قيمة الليرة السورية التي تراجع سعر صرفها مقابل الدولار، من 50 ليرة مطلع الثورة عام 2011 لنحو 400 ليرة اليوم.
في هذا الواقع النقدي الصامد بقرارات سياسية، أو بتمويل شركاء الحرب، بدل البحث في طرائق لتعافي سعر الصرف وضخ كتل نقدية بالسوق تعين السوريين، أو من تبقى منهم، على أعباء الحياة بواقع ارتفاع الأسعار، يجتمع جهابذة الاقتصاد السوري، ويخرجون "بأفق" تغذية صرافات المصارف بالطاقة الشمسية.
ويسألونك لماذا انتفض السوريون!
اقرأ أيضاً:
أمّة العجز المالي
سورية السياحة والأمن والأمان