تركيا تنفي "شائعات" تهديد السياح الألمان

نفت تركيا الأنباء المغلوطة عن تعرض السياح الألمان لتهديدات بالبلاد، مؤكدة على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي آقصوي أن "مثل هذه الأخبار لا تعكس الحقيقة مطلقًا، فتركيا كعادتها دائمًا ستواصل استقبال السياح الألمان، وغيرهم من دول مختلفة بما اعتادت عليه من حب للضيافة".

وشدد آقصوي، في بيان، على أن لا صحة لما تداولته بعض وسائل الإعلام الألمانية من "تحذيرات بشأن السفر إلى تركيا".

وتشير مصادر "العربي الجديد" إلى أن "التخوف الألماني" جاء بعد نشر "الذباب الإلكتروني" السعودي في مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعا لكلمة كان يلقيها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، محرفين ترجمتها بشكل صارخ على أنها تهديد بحق كل من ينتقد تركيا، ومن ضمنهم السياح القادمون إليها.

وبيّن آقصوي، تعليقًا على تحريف مقطع وزير الداخلية أن "التصريحات التي أدلى بها الوزير بشأن مكافحة الإرهاب تم تحريفها عن عمد من خلال اجتزائها من سياقها، وهذا واضح بشكل جلي".

وسعى الذباب الإلكتروني السعودي عبر حساباته على مواقع التواصل إلى إظهار كلمة لصويلو في منطقة السلطان أيوب بمدينة إسطنبول، استهدف فيها منظمتي "غولن" و"بي كا كا" اللتين تصنفهما أنقرة إرهابيتين، على أنها ضد الشعب العربي.

ونشر الذباب الإلكتروني كلمة صويلو تحت عنوان: "وزير الداخلية صويلو يهدد كل من ينتقد تركيا من السياح".

وجاء في الترجمة العربية المحرفة لكلمة صويلو التي تحدث فيها باللغة التركية: "لا تفكروا أن الأمر انتهى هكذا، الذين يعارضون تركيا في الخارج ثم يخططون لقضاء عطلاتهم في أنطاليا ومدن البحر المتوسط، سيعتقلون في المطارات في الوقت الذي تعد الشرطة أكواماً من الملفات ضدهم. أعتقد بعدها أنه لن يكون في الدنيا من يعادينا... أساسًا لا يوجد الآن من يستطيع، أعلم هذا".

في حين أن الوزير صويلو تحدث خلال كلمته يوم 26 فبراير/ شباط الماضي، حول مكافحة تركيا للمنظمات الإرهابية، وأن الدول الكبرى تواجه المشاكل الكبرى.

وقال: "فليرضَ الله عن وزارات الخارجية، والعدل، والداخلية، وجهاز الاستخبارات، أربعتنا ننفذ عمليات كبيرة في الخارج، وننفذ عمليات كبيرة متعلقة بـ "بي كا كا" وليس غولن فقط. فليأتِ عناصر "بي كا كا" إلى تركيا، إذ إننا نقبض عليهم في المطار، فليست تركيا من لا تعلم شيئاً. ستشتم هناك وتقضي عطلتك هنا في أنطاليا؟ هذه الأمور كانت بالماضي.

استهداف هذا الشعب من الماضي، فالزملاء يعدون سلسلة من الملفات، وهي بشأن من يعادون تركيا من الخارج".

ويؤكد العامل بالقطاع السياحي، أولهان تونج لـ "العربي الجديد" أن قدوم الألمان، كان الأكثر نسبة العام الماضي، وسيبقى هذا العام، معتبراً أن ما تم تزويره من كلمة وزير الداخلية، لن ينطلي على أحد.

ويعتبر تونج أن التركيز على ضرب سياحة تركيا، يتكرر من دول عدة، منها خليجية، لأنها تعرف دور السياحة بالنسبة إلى الاقتصاد التركي، وتركز عادة على تخويف السائح الخليجي والألماني على وجه التحديد.

ويلفت إلى أن هذا ما حصل في يوليو/ تموز 2017 عندما طلبت ألمانيا من رعاياها توخي الحذر عند السفر إلى تركيا، والسعودية والإمارات عام 2018، بعد موجة استهداف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حول حصول ابتزاز وسرقات وخطر على حياة السياح في تركيا. وتابع أن "تركيا لم تتأثر وجذبت العام الماضي نحو 40 مليون سائح أجنبي".

وفيما تتوقع مصادر تركية جذب أكثر من 45 مليون سائح هذا العام، أشار البرنامج السنوي لرئاسة الجمهورية التركية للعام 2019، إلى أن عدد السياح الذين يزورون تركيا العام الحالي سيصل إلى أكثر من 41.5 مليون سائح أجنبي، على أن تصل عائدات السياحة إلى 35.2 مليار دولار.

وبحسب البرنامج الذي نُشر في الجريدة الرسمية حول آخر تطورات قطاع السياحة في تركيا، فإن عدد السياح الذين زاروا البلاد عام 2018، بلغ 39.4 مليون سائح أجنبي، فضلاً عن سياح أتراك مغتربين، وبلغت عائدات السياحة 32.3 مليار دولار.

وجاء السيّاح الألمان في المرتبة الثانية بعد الروس ثم البلغار من حيث عدد القادمين إلى تركيا، وسجل عدد السياح الروس نحو 5 ملايين سائح والألمان نحو 4.8 ملايين سائح.