وانتشرت قوات مكافحة الشغب في ساحة البريد المركزي في وسط العاصمة الجزائرية منذ الصباح الباكر. كما قام عمال الولاية بنصب مدرجات وغلق جزء من الشارع "بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات"، وهي مناسبة يتم الاحتفال بها كل سنة لكنه ليس يوم عطلة مدفوع الأجر.
وتمكن نحو ثلاثين من قادة ومناضلي أحزاب المعارضة من الوصول إلى محيط ساحة البريد المركزي، حاملين لافتات كتب عليها "لا للغاز الصخري" و"كلنا عين صالح"، لكن قوات الشرطة فرّقتهم بالقوة وأوقفت بعضهم.
وتستمر التظاهرات منذ شهرين في عين صالح المدينة الصحراوية الأقرب إلى موقع حفر أول بئر تجريبية للغاز الصخري، للمطالبة بتوقيف الأشغال التي "تلوث المياه الجوفية" على حد قولهم.
وكانت "هيئة المتابعة والمشاورة للمعارضة"، وهي تحالف يضم أحزاباً وشخصيات سياسية، قد دعت منذ أسابيع لاستغلال ذكرى تأميم المحروقات (24 فبراير/شباط 1971) لتنظيم وقفة تضامنية في كل أنحاء البلاد تحت شعار "لا لاستغلال الغاز الصخري" و"من أجل السيادة الوطنية".
في تلك الأثناء، كانت الحكومة الجزائرية تحتفل في وهران، غرب البلاد، بذكرى تأميم المحروقات.
وبهذه المناسبة، وجه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رسالة قرأها مستشاره محمد بوغازي عبّر فيها عن تمسكه بمواصلة استغلال الغاز الصخري، لأنه "هبة من الله".
وقال "إن النفط والغاز التقليدي والغاز الصخري والطاقات المتجددة كلها هبة من الله ونحن مناط بنا حسن تثميرها والاستفادة منها لصالحنا ولصالح الأجيال الآتية. مع الحرص، كل الحرص على صون صحة الساكنة وحماية البيئة".
وبهدف تهدئة الاحتجاجات، وعد وزير الطاقة الجزائري، يوسف يوسفي، أمس الإثنين، بإنشاء مرصد "مستقل" لمتابعة ومراقبة عمليات التنقيب عن الغاز الصخري يضم ممثلين عن المجتمع المدني.
وتسعى الجزائر إلى مضاعفة إنتاجها من الغاز من نحو 131 مليار متر مكعب خلال العام الماضي إلى 151 مليار متر مكعب في نهاية عام 2019، لمواجهة انخفاض أسعار النفط وتلبية الطلب المحلي الذي سيقفز إلى 50 مليار متر مكعب في 2025، بحسب شركة النفط والغاز.
وتحتل الجزائر المركز الرابع عالمياً من حيث احتياطات الغاز الصخري القابل للاستخراج، بعد الولايات المتحدة والصين والأرجنتين، وتقدر هذه الاحتياطات بنحو 20 تريليون مليار متر مكعب من الغاز الصخري.
اقرأ أيضاً: "صدمة في الجزائر": الخبز من الإمارات
اقرأ أيضاً: العرب فقراء بالنفط ومن دونه... والسبب الصراعات والسلاح